• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الدين أم الأمة .... أم هما معاً؟ حوار س - ج (ألجزء السادس والاخير) .

الدين أم الأمة .... أم هما معاً؟ حوار س - ج (ألجزء السادس والاخير)


                الدين أم الأمة .... أم هما معاً؟
                          حوار س - ج

                                    (ألجزء السادس والاخير)

لمطالعة "الدين أم الأمة .... أم هما معاً؟ حوار س - ج (ألجزء الأوّل)" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الدين أم الأمة .... أم هما معاً؟ حوار س - ج (ألجزء الثاني)" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الدين أم الأمة .... أم هما معاً؟ حوار س - ج (ألجزء الثالث)- مناقشة الشروط الثلاثة!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الدين أم الأمة .... أم هما معاً؟ حوار س - ج (ألجزء الرابع)- قراءة في أحاديث فضل الأمة!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الدين أم الأمة .... أم هما معاً؟ حوار س - ج (ألجزء الخامس)- أحاديث الإرجاء وخطورتها!" على هذا اللرابط «««

ج: قبل الحديث عن بعض أحاديث فضل الأمة الضعيفة أو المعلولة أو الخصصة التي تعمم، نحب أن نؤكد بأن كل عاقل حريص على أمته ويحب لها رضا الله والخير كله؛ لكن يكره لها الأوهام التي تنتج الظلم والعدوان والجهل والتخلف؛ هذه كل القصة؛ تخيل وجود عائلة، أبناؤها متخلفون متخاصمون يضرب بعضهم بعضهاً؛ لا عمل ولا إنتاج؛ وبجوارها عوائل ناجحة، وكل أبنائها في نجاح وإنتاج؛ فهل الأفضل لهذه العائلة المتخلفة  أن تقول (أصلاً نحن أحسن منهم؛ وكل خيراتهم من عندنا)؛ أم أن يخرج فيهم من يقول (استحوا على أنفسكم واستيقظوا ، أنتم الأسوأ)؟
هذه  العائلة المتخلفة ستغضب من الناصح، لأنها اعتادت على الجهل واغتبطت بالمدائح الوهمية، ولابد من إقناعها بأن تصوراتها غير صحيحة، لعلها تصحو.
س: أتفق معك؛ لكن المثال قد ينطبق على الحاضر وليس الماضي؛ فقد كان منا فلاسفة وأطباء وعلماء أضاءوا للعالم.
ج: هذا موضوع أستاذنا البليهي؛  دعنا الآن ننهي ما تحب من موضوع (فضل هذه الأمة)؛ وهل صحيح أنها خير الأمم؟  وأنها أكثر أهل الجنة؟  وأن ذنوبها مغفورة؟ وأن الله فضلهم على العالمين.. أم لا؟
س: بقي عندي أحاديث ..في فضل الأمة؛ منها..
ج: قبل أن تسردها، لابد أن أؤكد لك، أني لا أضعف كل شيء في فضل بعض جماعات من الأمة إن وجد، لكني أنقد فقط ما لا يصح؛ إما ثبوتاً أو معنى؛ فبعضها لا يثبت؛ مثل أن ذنوب هذه الأمة على اليهود والنصارى؛ وبعضه صحيح؛ لكن وضع في الأمة كلها؛ وهو مخصوص أو مشروط بشروط منصوصة أو نحو ذلك؛ لا تظهرني بأني خصم للأمة أضعف كل الفضائل؛ كلا؛ ما ثبت على العين والرأس؛ بالشروط والخصوصية والواقع المطابق.
س: أصبحت أفهمك؛ ولا تحملني هذا القول.
ج: أعرف؛ لكنني - من خلال التجربة - وجدت أنني عندما أضعف التعميم مثلاً؛ يأتي الخصوم ويوحون أني ضد مطلق لهذا الأمر؛ ثم أكتشف في الأخير أنهم قد اجتاحوا العامة وأظهروك مثلاً بأنك ضد الصحابة.. ضد السلف.. ضد التعليم.. ضد السنة! هكذا يجعلك الخصوم عدواً عاماً؛  بينما أنت تريد تبصيرهم بأنكم عممتم الفضل هنا وهو خاص؛ أو صححتم هنا وهو ضعيف؛ تنتقون من الأدلة والصواب الجمع؛ ذكرتم أدلة ضعيفة وتركتم صحيحة الخ؛ لكن؛ أنا في الأخير فرد، وهم جمع غفير؛ بأموال وبنين، فهم أكثر نفيراً، ومعهم جمهور واسع قد شكلوه عبر القرون بهذه الأوهام والجهالات والمظالم ؛لذلك؛ فمن الواجب التنبيه أولاً بأول؛ لذلك؛ لا أنكر ما صح ثبوته ومعناه من فضائل الأمة؛ لكن؛ هذا الثابت؛ إما هو في جماعات مخصوصة أوبشروط مذكورة؛ والنصوص في ذم أكثرية الأمة أكثر وأصح من النصوص في مدحها؛ وواقع الأمة يشهد بأن نصوص الذم تستهدف الكثرة؛ فلابد أن نصحو من غفلتنا ونخرج من هذا.
س: مع تحفظي على بعض إطلاقاتك؛ لكن؛ دعنا نتحدث في بقية أحاديث في فضل الأمة، فنحن لم نناقش إلا حديث ابن مسعود وحديث أبي موسى، والأحاديث كثيرة؛ وسؤالي : حديث آخر لأبي موسى الأشعري ونصه (أمتي هذه أمة مَرْحُومَة، ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابُها في الدنيا: الفِتَنُ والزلازل والقتل).
ج: هذا الحديث روي عن أكثر من صحابي، رواه أبوداود وابن ماجه؛ وقبلهما أحمد وصححه الألباني، وهو حديث منكر مخالف للقرآن الكريم من أوله إلى آخره.
س: والإسناد؟
ج: لو ذهبنا لأسانيده سنجد الأسانيد كلها  لا تخلو من أحد رموز التيار الأموي، (عقيدة الإرجاء) المبثوثة سياسياً، هي كذب على رسول الله.
س: يعني لا ننظر للأسانيد؟
ج: المتن واضح أنه مخالف لكتاب الله مخالفة صريحة، وأنه من أحاديث الإرجاء الأموي؛  تعلم أن تنظر للمتن قبل  الإسناد.
س: أنت قلت أنه روي عن آخرين غير أبي موسى.
ج: نعم؛ روي عن  أبي موسى وابن عمر وأنس ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وأبي مالك الأشعري وعبد الله بن يزيد وابن عباس. وهذه الأحاديث كلها منكرة المتون ضعيفة الأسانيد، رغم تصحيحات المقلدين؛ وأهل الحديث كلهم مقلدون تقريباً؛ لايلتفتون للقرآن هنا.
وقد احتفل السلاطين بهذا الحديث، سواء الظالم منهم وبعض العادلين أيضاً؛ وأحبوه وكتبوه، ومن يقرأ الحديث يجد له قصصاً في البلاطات المختلفة؛ وأقوى من روي عنه أبو موسى الأشعري، أما البقية فالأسانيد ضعيفة؛ ويمكن أن يتهم به أبو بردة بن أبي موسى؛ فقد كان من شهود الزور على حجر بن عدي؛ ولو صح عن أبي موسى فيجب هنا أن نتذكر قنوت الإمام علي عليه واتهام حذيفة له، فهذا أولى من ضرب القرآن بحديث كهذا؛ لابد من حزم مع ثقافة النفاق؛ وقد حذر الله من ثقافة النفاق وأخبر أن بعض الصحابة الصالحين (سماعون لهم)؛ والمنافقون يلعبون بالدين لعب الأطفال، وقد قال الله (هم العدو فاحذرهم)؛ فإذا افترضنا براءة أبي موسى من الحديث؛ فلا أقل من أن نقول سمعه من منافقين لا يعرف نفاقهم وصدقهم، وبعض المنافقين لا يعرفهم حتى النبي نفسه.
وأنت ترى هنا أن القرآن الكريم فيه قواعد جليلة للحذر من الكذب على رسول الله، لكن أهل الحديث لم يلتفتوا إلى القرآن ولم يستخرجوا هذه القواعد.
س: بدأت أفهم منهجك، لكنه صعب، وقلبي لا يطاوعني بأن أؤمن أن صحابة يسمعون من المنافقين.
ج: سبحان الله ألم تقرأ (وفيكم سماعون لهم)؟
س: ربما سماعون لهم في غير الحديث، فقد كانوا معزولين لا أثر لهم ..
ج: أولاً :لا دليل على التخصيص؛ ثم القول بأنه لا أثر لهم من ثقافة النفاق نفسها.
س: !!
ج: لا أقصد أنك منافق، أقصد أنني أنا وأنت وكلنا، قد يكون فينا ثقافة نفاقية يجب أن نتخلص منها، ورثناها بحسن نية عمن سبقنا، كما ورثوها هم.
س: وكيف نتخلص منها؟
ج: لا يمكن التخلص منها؛ ستبقى معنا إلى يوم يبعثون.
س: اتق الله!
ج: اتقيناه؛ ولكن سيبقى معنا النفاق وثقافته، وسيحميها الشيطان.
س: وما  دليلك؟
ج: أمران:
1-وجد في الصحابة لصالحين سماعون للمنافقين وهم أفضل منا.
2- رفضنا القاطع أن نبحث النفاق في القرآن لنعرفه ونحذره.
س: يعني لا حل؟
ج: الحل في التقليل من ثقافة النفاق فقط؛ أما إزالتها بالكلية فمستحيل؛ تأخرنا كثيراً، حتى تثبتت أحاديثهم واختلطت بعقولنا وقلوبنا.
س: ولا تستثني نفسك؟
ج: نعم، من وقت لآخر أكتشف أن بعض المعلومات عندي من آثار ثقافة النفاق؛ لكني أتخلص أولاً بأول؛ النفاق وثقافته محمية شيطانية.
س: وما الدليل على صلة الشيطان بالنفاق ثقافة المنافقين؟
ج: الشيطان قائد الضلال العام؛ راجع ما ذكره الله عنه في القرآن وستجد صلته بكل شر وخبث.
الخلاصة هنا أننا لم نحذر الأعداء الذين أخبرنا الله بأنهم أعداء؛ لا الشيطان ولا المنافقين ولا النفس الأمارة بالسوء .. لذلك؛ من الطبيعي أن نضل؛ هل ترى هداية؟ تلفت وقل لي عن بصيص نور لأتفاءل مثلك؛ المشروع الشيطاني شغال بفاعلية عالية جدا.
س: مازال الخير في الأمة.
ج: صحيح، ولكنه ضعيف ومحارب؛ وأصحابه بين ساكت مكعوم وخائف مقموع وثكلان موجع.. - كما قال الإمام علي في وقته، فكيف بوقتنا؟
س:  أكاد أتفق معك ... فأوضاعنا - على كل المستويات - فيها خلل كبير.
ج: وأساسها الخلل الثقافي؛ الخلل الثقافي هو الذي يصنع كل ما ترى من مآسي وكوارث.
س: أنا ما زلت أتعجب؛ كيف رووا بأن هذه الأمة (ليس عليها حساب ولا عذاب) ثم لم يخرج من يستنكر المتن بالقرآن؟ مع كثرة ما في القرآن مما يضاد هذا!
ج: قلت لك؛ القرآن مهجور؛ ولو كان مفعلاً ثقافياً لكانت قلوبنا أرق وعقولنا أصح واعتصامنا بحبل الله أقوى؛ ولرأينا خيرات الدين؛ وأنه نور وحق وبركة.
حرمنا الشيطان من بركة القرآن؛ وحرمتنا أحزابه - كالمنافقين بما بثوا من ثقافة (التفافية) على القرآن - فكذبوا بدين الله على الله وخلطوا علينا الأمور؛ قال الله (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً)؛ ما اتخذناه؛ وقال عن المنافقين (هم العدو فاحذرهم)؛ ما حذرناهم.. من الطبيعي أن تأتي العقوبات كما ترى؛ ما من فساد في الأرض إلا بسبب الناس (بما كسبت أيدي الناس)؛ يبرأ الله ورسوله ودينه من هذا كله؛ ولكن من يسمع؟ من يبصر؟ من ينصر؟ من يصحو من غفلته؟

مواضيع أخرى:
لمطالعة "(ما غزي قوم في عقر قرآنهم إلا ذلوا)!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حرص إبليس وأتباعه على الصد عن سبيل الله" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "هل فكرتَ يوماً أنك قد تكون مجنوناً ؟؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تلك الفئة المثالية.. لتدمير التواصل الإنساني (3)" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أسرار لا يفهمها الدعاة (3) المعرفة لا الجمهور هي هدف الأنبياء.. فافهم أيها الداعية" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا المسلمون أكذب أتباع الأديان!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حب دعاة النار!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "خدعة السلف!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "معرفة الله ..لو عرف الناس الله!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لن يصلح هذه الأُمة ما أفسد أولها !"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "هل نؤمن بالبعث والنشور؟!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "هل سينصر الله أكذب أمة على وجه الأرض؟؟!"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1677
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28