• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : سر حذيفة بن اليمان - الجزء الرابع .

سر حذيفة بن اليمان - الجزء الرابع

من هم أصحاب العقبة؟؟

محاولة لكشف سر حذيفة بن اليمان ... الذي لا يعلمه غيره!

تغريدات لفضيلة الشيخ " حسن بن فرحان المالكي" 

 قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"

لمطالعة " سر حذيفه بن اليمان - الجزء الاول " انقر هنا

لمطالعة " سر حذيفه بن اليمان - الجزء الثاني" انقر هنا

لمطالعة " سر حذيفه بن اليمان - الجزء الثالث" انقر هنا

 


بعد أن كتبت عن ( سر حذيفة بن اليمان ) والذي هو( معرفة  اسماء الذين حاولوا اغتيال النبي ) تلقيت سيل من الأسئلة عنهم،  وكنت قد اعتذرت يومها بأن عذري في السكوت عن بعضهم هو عذر حذيفة بن اليمان نفسه؛ الذي قال ( لو اخبرتكم بما أعلم لكذبني ثلاثة أثلاثكم )!

وكان حذيفة يلمح إلى بعضهم ليترك مجالاً للذكي المؤمن أن يبحث ولا يشق على الناس العاديين، فالموضوع لا يحتمله أي أحد، فهو من علم الخاصة.

بعض الناس قد يفضل الكفر على أن يشك في فلان وفلان من هؤلاء الذين استطاعت ثقافة النفاق أن تدشنهم في كبار الصالحين، فالأفضل السكوت رحمة بهم، وهذه حكمة النبي نفسه في الإسرار بأسمائهم إلى خاصة الخاصة من أصحابه كحذيفة، ممن لا يخشى عليهم الفتنة، أما بقية الناس فيكفيهم التكليف العام..

وهذا معنى كلمة الإمام علي: (حدثوا الناس بما يعرفون) أي حدثوا الناس بأوامر الدين ومعالمه العامة ولا تحملوهم مالا يطيقون من الدقائق والأسرار.. ولذلك من رحمة الله بالناس، ومن رحمة النبي صلوات الله عليه أن التكليف إنما هو بمعالم الدين العامة الواضحة التي نجدها في القرآن وصحيح السنن.

لم تنقطع الأسئلة - بل الزيارات - بعد كتابتي عن ( سر حذيفة )، كلٌ يريد معرفة بقية الأسماء!.. وهذه حالة إيجابية، لكنها تبقى محدودة وسط العامة.

كنت أتعامى وأقول لهم إن البحث لم يكتمل!.. وأن بعضهم مازال اسمه محل ظن، وهذا صحيح (بعضهم ) من غير المهمين، لكن كباراً ممن علمتهم كتمتهم أيضاً!.. لأني - بصراحة - أجد أن الذي يسأل أحد رجلين، إما باحث يستطيع بالبحث أن يكمل بقية الاسماء.. بالبحث والقرائن، وإما أني أخشى عليه الفتنة..

كعذر حذيفة!

حذيفة نفسه لمّا ذكر منهم أبا موسى الأشعري لم يصدقه غير عمار بن ياسر وأبو الطفيل!

معظم معاصريه لم يأخذوا بقوله فكيف لو صرح بمن هم أعلى؟!

بل وجدنا الذهبي بعد أن صحح الإسناد قال ( ما ادري ما هو )!!  واعتبر حذيفة مازحاً!

فلو ذكر آخرين هل سيصدقونه أم يتهمونه هو بالنفاق؟

طبعاً حذيفة إنما استسره النبي في حياته، لكن أتاح له التلميح - الذي هو تصريح أصلاً - عندما يجد ضرورة لذلك؛ عرفنا ذلك من ممارسة حذيفة نفسه!

وعذر النبي بأن الناس سيتحدثون بأن ( محمداً يقتل أصحابه ) هو نفس عذر حذيفة، أي أن عامة الناس مستعدون لاتهام النبي نفسه بدلاً منهم!

أي فتنة؟!

الناس في زمن النبوة هم كالناس في زماننا، مفتونون برموز؛  يتعصبون لهم ولا يرون ديناً من غيرهم؛ ولو انكشفت الأسرار لزهدوا في الدين نفسه!.. فكان من حكمة الله أن يظن أتباعهم أنهم مؤمنون، رحمة باتباعهم حتى تستقر معالم الدين العامة، فهم كالمؤلفة قلوبهم، يُراد بهم من خلفهم ويسكت عنهم!

وقد استمرت حكمة الله فيما بعد، إذ تمكن هؤلاء من بناء ثقافة النفاق، وبقيت ثقافة القرآن وأهله، ويستمر تمحيص الناس بين الثقافتين..

ولله حكمته.

فالله قد أخبر ( أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)؟!

أصحاب تلك الثقافة النفاقية يقولون نعم!.. وهاهم معظم الناس معهم!.. واستمر أصحاب الثقافة القرآنية يقولون: صدقت يارب!.. أي والله أننا في فتنة عظيمة، ولا يتخلص اليك إلا من اهتدى بالقرآن وأحب أهله.

هذا هو الفرز!

فكتمان أسماءهم عن العامة فيه فائدتان:

1- الرحمة بالعامة ليتدينوا بمعالم الدين العامة.

2- وترك فرصة للباحثين ليبحثوا بتعب الاسرار التي هدمت الإسلام!

الله أخبر أنه فصل آيات الكتاب لتستبين سبيل المجرمين ( وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ) وهذا الكتاب بين ايديكم فشمروا عن سواعدكم!

بالكتاب نستطيع بسهولة أن تعرفهم.. كيف؟!

بطريقين

1- تتبع نزول القرآن زمانياً.

2- ومعرفة الثقافة المضادة للقرآن، ومن هم أول من دشنها وابتلى بها الأمة!

وهذان مبحثان كبيران جداً، ولا يمنعنا منهما إلا ثقافة النفاق التي ورثها لنا هؤلاء، والتي سبقت الى عقولنا وقلوبنا

عبر أحاديث وروايات وعقائد.. الخ،  والكلام طويل جداً.. ومتشعب.. ومتعب..

ولكن أحببت أن أوضع أرضية للبحث، ولكن لا تحلموا بمن هو أعلى من أبي موسى.. جرب قبلنا حذيفة فيه ولم يتبعه أحد!

طبعاً ذكرنا لكم في بحثنا السابق عن ( سر حذيفة) ثمانية منهم

أبو سفيان وابناه معاوية وعتبة؛ وأوس بن الحدثان وعمرو بن العاص وأبي الأعور السلمي.. والمغيرة بن شعبة.. وأبو موسى الأشعري..!


أما البقية فذكرهم حذيفة في مناسبة واحدة فق،  لكن الأمة لم تحتمل ذكر إلا هؤلاء الثمانية، وعلى مضض !

بل حتى أسوأ هؤلاء لا ترضى الأمة في مجملها بمسهم بأي سوء، وقد حملوا الله ورسوله مسؤوليتهم، فالله من اختارهم، ومحمد من رباهم.. وخلاص!

خلاصة نفاقية.



  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=687
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19