• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : أحاديث النواصب المصححة! - الجزء الرابع - .

أحاديث النواصب المصححة! - الجزء الرابع -


                    أحاديث النواصب المصححة!

                          - ألجزء الرابع -


لمطالعة "أحاديث النواصب المصححة! - ألجزء الأوّل -" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أحاديث النواصب المصححة! - الجزء الثاني -" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أحاديث النواصب المصححة! - ألجزء الثالث -" على هذا اللرابط «««

هذه السلسلة تفيد المتخصصين في علم الحديث، أكثر مما تفيد غيرهم، لأنهم يظنون أن علم الحديث قد طبخ ونضج.
ظن أهل الحديث بأن علم الحديث قد طبخ ونضج، وهمٌ من الأوهام الكبيرة، فقد بقيت مسائله الكبرى؛ والعوامل المؤثرة فيه غير محررة؛ بل لا معلومة أصلاً؛ حتى أبدع ما أبدعه أهل الحديث (التحقق في السماع) إنما نشأ لاحقاً، أما الرواية الأولى فكانت ساذجة جداً، وأغلبها مراسيل ومقاطيع أشبه بالسوالف؛ وكذلك العوامل المؤثرة في التصحيح والتضعيف؛ غير مدروسة إطلاقاً؛ كالعامل السياسي؛ وهو الأب؛ والعوامل المذهبية والمجتمعية والبلدانية؛ وهم الأولاد.

ومن أهم العوامل المذهبية - غير المراقبة - عامل النصب؛ وهو الانحراف عن صفوة أهل بيت رسول الله ، سواء وصل الانحراف لأعلاه - كالبغض واللعن - أو ما دونه؛ هذا العامل – النصب - لم يُراقب تماماً، فروى أهل الحديث أحاديث في ذم أهل البيت عن من قاتلهم ولعنهم؛ وصححوها واعتمدوها - كما سبق في الأمثلة -  بينما لا يمكن أن يصححوا حديثاً قي ذم أبي بكر أو عمر من طريق من كان يلعنهم؛ وهذا طبيعي؛ بل لا يقبلون في معاوية أحاديث تذمه رويت من داخل أنصاره!
أهل الحديث لهم جهود جبارة بلا شك، ولعل أكثرهم ذوو نيات حسنة، ولكنهم تحت الأثر نفسه، وقد دونوا لنا كماً هائلاً من تاريخ ذلك العصر وعقائده؛ لكنهم بشر؛ يخضعون لسلطة العصر والرأي العام واتباع من سبقهم، والاجتهاد فيهم قليل جداً وجزئي جداً؛ لذلك؛ لم يطرحوا هذه الموضوعات المفصلية من قبل؛ حتى أهل الحديث من الشيعة؛ لم يراقبوا النصب وتغلب عليهم العاطفة، وقد استطاع النواصب إدخال كثير من الدس على أهل البيت داخل التراث الشيعي؛ ثم الشيعة لا يراقبون النصب كحالة روائية، إنما يراقبون أفراداً يرونهم نواصب، لكنهم لا يعلمون أن النواصب قد يمكرون ويبدؤون بثناء ثم يدسون النصب؛ أيضاً الشيعة حالهم حال أهل السنة في إهمال دراسة النفاق والمنافقين - وهي مادة ضخمة قرآنياً - وربما لا تجد إلا بضعة كتب عن هذه الظاهرة الخطيرة. أيضاً الشيعة يركزون في النفاق على أشخاص؛ لا على النفاق كحالة ثقافية ولا أحوال المنافقين من حيث أنهم - كما ذكر الله - لا يشعرون ولا يعلمون ..الخ.. فالشيعة والسنة كلاهما لم يسيرا وفق الإضاءة؛ بل التكثيف القرآني على موضوعات عدة؛ ومنها الشيطان وثقافته والنفاق وثقافته؛ هل لهما إنتاج في هذا؟ ولو تدخل أي مكتبة شيعية أو سنية ثم تطلب كتاباً عن الشيطان أو عن النفاق لربما استغرب منك البائع، وأخذ يعصر ذاكرته ليتذكر أي عنوان بهذا الموضوع؛ لذلك؛ فطرحي فوق المذهبيات، لا يراعي سنة ولا شيعة؛ إنما يهدف إلى إحياء الموضوعات الكبرى التي أحياها القرآن؛ فأمتناها بالإهمال والمعارضة بصغارها.
وأهل الحديث - كلما تأخر الزمن - ينكرون ما اعترف به متقدموهم، من أحاديث كانت موضوعة؛ خصصوها في ذم أهل البيت؛ وهي من وضع النواصب؛ وكانوا دولة كاملة؛ مثلاً؛ هل يستطيع بعض أهل الحديث اليوم - من شرق الأرض لغربها - أن يعرفوا السر فيما رواه أحمد بن حنبل في أحاديث الزهري وعروة؟؟
اسمعوا :العلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/ 371): حدثنا عبد الرزاق عن معمر: سألت الزهري عن حديث يرويه عن عروة عن عائشة قال: أفٍ دعهم ودع حديثهم! اهـ
؟؟؟؟؟
هذه لن يعرف سرها أهل الحديث؛ ولا يعرفون ذلك الحديث - الذي أتهم به عروة لا عائشة مع أن كلام الزهري عام - ولا يعرفون تحول الزهري في آخر عمره.. الخ
الزهري كان في أول أمره يعمل لبني أمية؛ وروى كثيراً من مثالب أهل البيت، مثل قصة خطبة ابنة أبي جهل، وإيقاظ النبي علياً وفاطمة يصليان ونحوها؛ وما تضمنته تلك الأحاديث من مطاعن اعتمد عليها النواصب اللاحقون في ذم علي وفاطمة.. لكن الزهري تاب عنها - أو عن بعضها على الأقل - كما في الرواية؛ والحديث الذي رواه عن عروة عن عائشة في الطعن في علي، والذي أنكره الزهري على الاثنين - وانا أخص به عروة - لا يعرفه أهل الحديث اليوم، وهو عظيم.
أهل الحديث اليوم لا يعرفون ما اعترف به أهل الحديث المتقدمون؛ كالزهري ومعمر وعبد الرزاق؛ بل وأحمد بن حنبل نفسه؛ الجهل يتضخم طردياً مع تأخر الزمن؛ اسألوا كبار أهل الحديث اليوم؛ كالشيخ عبد الله السعد أو الشيخ محمد الحسن الددو؛ اسألوه عن النص السابق لأحمد، هل يعرفون سره؟؟
كلا! ولا في الحلم! بينما؛ أنا بفضل من الله، أعرف نص الحديث؛ ومتى وضع؛ ولماذا وضع؛ وبأمر من؛ وباستجابة من..!إنه الوعي التاريخي، الذي منه مراقبة الأثر السياسي.
الزهري - رحمه الله - بلع كثيراً من الأحاديث الموضوعة أيام عمله لبني أمية، ثم تاب عنها؛ ولكنها بقيت في الأمة، وذلك الحديث مما انطفأ والحمد لله؛ وهذا النص الذي رواه أحمد بن حنبل؛ رغم أنه غامض ومبتور - على عادته سامحه الله - إلا أنه صريح من حيث تقييم الزهري لما كان قد رواه قبل واغتر به؛ ذلك الحديث هو من الأحاديث المقلوبة (وهي كثيرة جداً)؛ نعني الأحاديث التي قيلت في ذم أشخاص فقلبها النواصب في علي؛ وحديث عروة منها؛ وبأمر فلان ! فمعمر أراد تذكير الزهري به، ولكن الزهري كان قد أدرك الطبخة، فقال (أفٍ! دعهم ودع حديثهم)!
أهل الحديث لم يستفيدوا من هذه الاعترافات المفصلية؛ نص الزهري عند المعتزلة أصرح وأوضح؛ إذ قال لمعمر: (وما تصنع بهما وبحديثهما؟ إني لأتهمهما على بني هاشم) اهـ
اعتراف خطير ومتأخر من أشهر محدث!
لكن أحمد رحمه الله رواه بلفظ مخفف (أفٍ، دعهم ودع حديثهم) هكذا بالجمع! مع أن المسؤل عنهما اثنان! والمجاب عنهما اثنان، لكن التثنية محرجة..!
الخلاصة: أن أحاديث النواصب المصححة من أهل الحديث - وربما بحسن نية - كثيرة جداً لعدم مراقبتهم النصب، كانوا مطمئنين منهم، ومن مأمنه يؤتى الحذر!
ولعله لاحقاً، قد أتشجع وأذكر حديث الزهري عن عروة عن عائشة في ذم علي بن أبي طالب، وأن أصل الحديث في فلان، وإنما قلبه فلان بأمر ذلك الفلان! كنت في الماضي أنكر (التفلين/فلان/فلان) حتى اضطررنا إليه؛ ورب حَسَن النية كان معذوراً، فالغوغاء عائق، إذا تجمعوا ضروا، وإذا تفرقوا لم يُعْرَفوا؛ أنا قد أقول (فلان) في وسائل التواصل (تويتر - فيسبوك)؛ لكني لا أستجيزه في الكتب؛ فالكتب موضوعة لخاصة طلبة العلم، أما التويتر؛ فأكثرهم غوغاء.


مواضيع أخرى:

لمطالعة "ما لم يدونه التاريخ عن الإمام علي بن أبي طالب" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تغريدات حول الزهراء (ع)" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "هنيئا للشيعة" نموذج للنقد الحديثي عند الشيخ حسن المالكي" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ما مواقف الصحابة في حروب علي؟! - الجزء الأول -" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "سيرة الإمام علي (ع)- ما بعد التحكيم" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الأوّل}"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "سر حذيفة بن اليمان - الجزء الأوّل" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الزيف كان كبيراً في المسلسل الأخير( الحسن والحسين )" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الحزن الطويل للشيعة على آل محمد هل هو مبرر؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لن يصلح هذه الأُمة ما أفسد أولها !"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "معنى الروافض." على هذا اللرابط «««
لمطالعة " لفهم الشيعة"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1685
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19