• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي! - ألجزء ألثالث - .

على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي! - ألجزء ألثالث -


          على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي!

                            - ألجزء الثالث -




لمطالعة "على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي! - ألجزء الأوّل -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي! - ألجزء الثاني -"على هذا اللرابط «««

قوله تعالى (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار.. .الآية)
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)}[سورة الفتح]
والآية أيضاً  من التفصيل القرآني، وليست من الإجمال؛ والأدلة على أنها من (التفصيل القرآني) موجود في الآية نفسها وفي غيرها؛ فالصفات التي في الآية هي صفات (المعية الشرعية)؛ للذين (مع) رسول الله؛ فالله يصف أصحاب المعية الشرعية الخاصة - وليس العامة الشكلية - بأنهم:
1 - أشداء على الكفار.
2 - رحماء بينهم.
3 - تراهم ركعاً وسجداً.
4 - يبتغون فضلاً من الله ورضواناً = أي هجرتهم في سبيل الله، ونصرتهم في سبيل الله، فالغاية رضا الله ...الخ
5 - سيماهم في وجوههم من أثر السجود.
وهذه صفات لا تتوفر في (جميع الصحابة) بنصوص القرن الكريم؛ فبعضهم كان يسر بالمودة إلى الذين كفروا؛ وبعضهم مذبذب؛ وبعضهم متربص؛ وبعضهم وبعضهم..الخ؛ فلا إشكال في الآية؛ إنما الإشكال في فهم الغلاة والمتمذهبين والغوغاء؛ فهم يظنون أن كلمة (مع) تستوجب الجميع؛ وهذا وهم يرده القرآن الكريم؛ فالمتربصون والمنافقون مثلا؛ كانوا (مع رسول الله)؛ ولكنها ليست من تلك المعية الخاصة الشرعية، وإنما معية شكلية ظاهرية؛ فليسوا مقصودين في المعية..
انظر إلى قول الله: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ}؟ [سورة النساء]؛ فهل المتربصون يدخلون في الذين (مع رسول الله)؟
الجواب: يدخلون في المعية العامة لا الخاصة - التي تتوفر فيها الصفات التي ذكرها الله في الآية.
ننظر آية أخرى في حق المنافقين: {يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ...} [الحديد]
المنافقون أقر لهم المؤمنون الصادقون بأنهم كانوا (معهم)؛ ولكنها معية شكلية، لم يصدر منها شدة على الكفار ولا رحمة بالمسلمين ولا غير ذلك.
ما يفهمه المستعجلون وغوغائهم قد يحتج به من يبريء أي منافق
أو أي متربص أو أي مذبذب أو أي مفسد في الأرض؛ وهذا لعب قبيح؛ لا يجوز اللعب هنا؛ نحن نؤمن بالآية الكريمة بحروفها؛ ونؤمن بأن المعية الخاصة الشرعية الممدوحة في كتاب الله  هي ما تضمنت تلك الصفات المذكورة؛ مشروطة وليست فوضى؛ الذين مع رسول الله، وبشرت بهم التوراة والإنجيل، لا يجوز أن يكون منهم منافق
ولا متربص ولا خبيث ولا مذبذب ولا من يقولون ما لا يفعلون.. الخ
الآية إذاً؛ هي من التفصيل القرآني، بل هي من أشد الآيات شروطاً للمعية الشرعية (وإن شئت فقل : الصحبة الشرعية)؛ الممدوحة عند الله في سائر كتبه؛ القرآن لا يتناقض؛ والكتب المنزلة لا تتناقض؛ هي لا تمدح ولا تثني إلا على كل مؤمن صادق مخلص؛ ولا شأن لها بمنافق ولا خبيث ولا متربص؛ وهذا طبيعي..
ثم؛ الجميع يؤمن بأن المنافقين في عهد النبي كانوا يغزون (معه) ويصلون (معه).. الخ؛ فهل يؤمنون بأن الآية تدخلهم في هؤلاء (الذين معه)؟
أظن أنكم جميعاً ستقولون : كلا، لا يدخلونهم في (الذين معه).
ممتاز!
فلماذا أخرجوهم؟
ستقولون: بنصوص أخرى.
حسناً، هذا ما نقوله أيضاً.
هم يسارعون ويقولون: ولكن معاوية وفلاناً وفلاناً...؛ نقول: يجب أن نؤمن أولاً بأن الآية لا تشمل كل الذين (مع)؛ تخلوا عن هذا التعميم الجاهل؛ ثم بعد ذلك ، هذه الآيات نزلت قبل إسلام معاوية؛ كان يومها من (الكفار) الذين يجب في حقهم الشدة؛ فلا تدخلوه في الآية بأثر رجعي؛ فهذا تحكم. ثم؛ حتى الذين كانوا مسلمين يومئذ؛ لا يشترط أن تشملهم الآية؛ كما قلنا ، لو كان (مع النبي) أيام نزول الآية منافقون أو متربصون؛ هل يدخلون؟
كلا.
لا تستعجلوا لحماية الأشخاص قبل الإيمان بالقرآن؛ الإيمان بالقرآن أولاً؛ فمن لم يؤمن بالقرآن وتفصيله لن ينفعه حب الظالم وتبجيله؛ رتبوا عقولكم؛ وليس بالضرورة أن تدافع عن (مختلف فيه)؛ هذه مرحلة لاحقة بعد الإيمان بالقرآن وتفصيله.
لا تبحث عن الإيمان بالكفر؛ آمن أولاً؛ ثم ابحث ثم برّيء؛ المطلوب منك هو الإيمان بما أنزل الله أولاً؛ كتفصيل عام ملزم؛ وبعد الإيمان، يمكنك البحث والنظر والتفصيل في أعيان الأشخاص؛ ثم لك حريتك وقناعتك.
أصبحت لا أهتم كثيراً بأسماء الأشخاص؛ لماذا؟
لأني أكتشفت أن الغوغاء لا يؤمنون بتفصيل القرآن؛ وهذا أخطر وأكثر ضرراً من الاختلاف في تقييم شخص؛ وهذا خطأنا - نحن كمسلمين - نغرق في تقييم الأشخاص قبل تمكن الإيمان في قلوبنا؛ لذلك؛ من الطبيعي أن نفجر ونتباغض ونتعادى؛ لأن الإيمان غير موجود؛ بل بعد الإيمان بــ (التفصيل) القرآني يأتي الإيمان بــ (التفصيل الحديثي)؛ وسنرى أنه أكثر إيلاماً ويتفق مع (وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً)؛ لكن (التفصيل الحديثي) تعرض لإخفاء وبتر وإضافات ووضع أحاديث معارضة وو.. الخ؛ ويحتاج لإقناع؛ وإلا؛ فالتفصيل الحديثي- ما صح منه - مؤلم جداً للغوغاء.
وبعد التفصيل القرآني والتفصيل الحديثي يمكن أن نستعرض (التفصيل الصحابي)؛ ففيه أيضاً تفريق شديد بين الفئات التي يظنها الغوغاء فئة واحدة؛ المشكلة أن الغوغاء - تبعاً لبعض شيوخهم وتراثهم - يظنون أن القرآن كله معهم؛ والسنة كلها معهم؛ والصحابة كلهم معهم؛ ولكن؛ عند التحقيق؛ ليس معهم شيء!
لذلك؛ لابد من التواصي بالحق والصبر عليه؛ فالناس سيتعلمون؛ وخاصة أصحاب القلوب الصادقة المحبة لكتاب الله وسنة رسوله.
إذا انكشف الجهل أتى النور.
القضية ليست قضية (الصحابة)؛ وإن كانت مهمة؛ القضية قضية (تفصيل قرآني ونبوي مهمل)؛ وهذا (الإهمال) يورث جهلاً؛ والجهل فتاك، يفتك بالناس ويشقيهم..
لذلك؛ نحن نبحث بكل هدوء؛ ونخاطب العقلاء والطيبين ونقول لهم: لا تستعجلوا استعجال الغوغاء؛ لا تهتموا بالأسماء؛ اهتموا بالتفصيل القرآني أولاً؛ قد نخطيء وقد تخطئون؛ قد نرجع إلى قولكم وقد ترجعون إلى قولنا؛ لا يهم؛ المهم نروض أنفسنا على الصدق في المقدمات؛ حتى نثق ببعضنا في الفرعيات.
أحياناً أدخل في قروبات، ويجري حوار في هذه الأمور؛ فإذا وجدت عاقلاً تحاورت معه؛ ثم إذا اتفق معي يهدأ القروب كله! فأغلب الخلاف نفسي للأسف.
بمعنى؛ أن المخالف لي مثلاً؛ هو قد يعرف الأدلة التي أعرضها؛ قد يرى المعنى كما أراه؛ لكنه يشك في شخصي أنا، بأني كذا وكذا؛ فلا يحب تصديقي.. وهذه مشكلة نفسية أكثر منها علمية؛ بمعنى؛ هناك بغض مثلاً؛ أو شك أو ظن أني أمكر به ..الخ؛ هذه مسائل نفسية بسبب هجوم الغوغاء؛ وتحتاج لمعالجة.
أنا أجتهد - بقدر طاقتي - أن أرفع الإشكالات؛ أن أصحح - وهذه السلاسل من التغريدات دليل على أني أحاول - وقد أنجح وقد لا أنجح؛ لكن؛ علينا البلاغ فقط؛ فرسول الله - وهو رسول الله - يقول الله (إنما عليك البلاغ)؛ وقال (لست عليهم بمسيطر)؛ فلا نطمع أن يكون برهاننا أقوى من برهانه؛ ولا بلاغنا أبلغ؛ لذلك؛ نسعى للتصحيح من وقت لآخر؛ سواء تصحيح المقدمات ، تصحيح فهم الآيات، تصحيح فهم الأحاديث؛ أو ضعيف بعض الأحاديث التي يشهرها الغلاة الخ.
آيتان فقط؛ استعرضناهما هنا، كانا من أبلغ الآيات التي يحتجون بها علينا وحجتها لنا؛ والله يهدي بها من شاء؛ وسنواصل التصحيح في الأجزاء القادمة.
عذراً؛ الحوار في العام مخصص للصادقين الطيبين سليمي الصدر؛ أما الغوغاء؛ فأحياناً أنصحهم على الخاص؛ فمن كابر حظرته.. لا أحب أمرضكم بهم؛ فهم مرض للأسف.
قبل أن أعرف سنة الله في (الابتلاء والتمحيص والفتنة والتمييز) كنت أضيق ذرعاً بالغوغاء؛ لكن؛ بعد معرفة (سنة الله)؛ أرى الأمر طبيعي جداُ.. فتنة.
أنتم ليس عليكم هداية الناس؛ إنما البلاغ؛ وعلى الله الحساب؛ وكل يراقب نفسه؛ ولا يلومن المكابر إلا نفسه إذا أتى المعاد وضل عنهم ما كانوا يفترون!

لمطالعة "على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي! - ألجزء الرابع -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي! - ألجزء الأوّل -"على هذا اللرابط «««
مواضيع أخرى:
لمطالعة "الحوار القديم بين حسن فرحان المالكي والمفتي العام"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ماذا نفعل بالصدق؟؟ نقبله أم نرده؟!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حسن المالكي وشتم معاوية - رضي الله عنه - د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أيهما أخطر/ عقيدة ( عدالة كل الصحابة) أم عقيدة ( تكفير معظم الصحابة)؟!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تغريدات الشيخ حسن فرحان المالكي حول المناظرة مع د. ابراهيم الفارس" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "للذين يكفرون بالآية الكريمة (ماكان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب)!"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1582
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19