تعقيب فضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي على لقاء الشريان مع خالد المولد – كامله.
تعقيب فضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي على لقاء الشريان مع خالد المولد - كامله.
الفكر المحلي هو فكر بشري؛ يخضع للخطأ والصواب؛ وهو نتيجة تراث متطرف؛ يخضع للخطأ والصواب؛ ولكن الحرية ضرورية حتى يتم تفكيك هذا التراث ونقده بعلم. وهنا خلاف الصادق الناصح مع المؤسسات الحكومية؛ أنها تمنع من نقد التراث المؤثر في الفكر المحلي - قديمه وحديثه - ثم يريدون أقناع مثل المولد؟
خالد المولد ضيف برنامج الثامنة مع داوود الشريان - الحلقه كامله:
https://www.youtube.com/watch?v=T7cIYEapZss
الفكر المحلي هو فكر بشري؛ يخضع للخطأ والصواب؛ وهو نتيجة تراث متطرف؛ يخضع للخطأ والصواب؛ ولكن الحرية ضرورية حتى يتم تفكيك هذا التراث ونقده بعلم. وهنا خلاف الصادق الناصح مع المؤسسات الحكومية؛ أنها تمنع من نقد التراث المؤثر في الفكر المحلي - قديمه وحديثه - ثم يريدون أقناع مثل المولد؟
لقاء الشريان مع خالد المولد! والناس فيه فسمان:
قيسم يستغرب تطرف خالد المولد.
وقسم يستغرب من هذا الاستغراب؛ وهم قسمان؛ المستغربون هذا الاستغراب قسمان:
قسم يؤيد ويرى تطرف خالد المولد عقيدة صحيحة؛ وقسم يستغرب الاستغراب؛ لأن خلاصة التراث المحلي تؤيد خالد المولد.
لذلك؛ أنا من الذين لا يستغربون تطرف خالد المولد؛ وكم كررنا بأن المتطرفين صادقون مع أنفسهم، وعلاجهم نقد التراث بعلم وموضوعية، حتى لا يغتروا به.
التراث السلطاني والمذهبي أنتج مذاهب متطرفة وفتاوى متطرفة وهجر القرآن؛ ثم ختم ذلك بالثقة المفرطة بالنفس، فمن الطبيعي أن تكون الخلاصة ما رأينا.
المشكلة أن فريق المناصحة - إن صدق المولد وأظنه صادقاً - يؤيده بأن هذا منكر، وهذا كفر، ... الخ؛ وهذا دليلنا على أن الفكر المحلي أصله متطرف.
الفكر المحلي هو فكر بشري؛ يخضع للخطأ والصواب؛ وهو نتيجة تراث متطرف؛ يخضع للخطأ والصواب؛ ولكن الحرية ضرورية حتى يتم تفكيك هذا التراث ونقده بعلم. وهنا خلاف الصادق الناصح مع المؤسسات الحكومية؛ أنها تمنع من نقد التراث المؤثر في الفكر المحلي - قديمه وحديثه - ثم يريدون أقناع مثل المولد؟
واضح جداً أن المولد صادق مع نفسه؛ وأنه من السهل جداً إقناعه بالعدول عن رأيه المتطرف؛ لكنه لم يجد من يقنعه؛ لماذا؟
لأن الثقافة واحدة!
ولذلك لا نستطيع الكتابة عن إباحة وجود القبر الشريف في المسجد النبوي؛
وبالأدلة المقنعة؛ وبأن أدلة المولد ضعيفة..
لماذا؟
لأن الفكر المحلي يمنع ذلك!!
أرأيتم الورطة التي نحن فيها؟
المولد وجد العلماء والمناصحين - حسب قوله - يوافقونه على أن هذا منكر وكفر؛ ثم يحتجون بالسياسة؛ فيؤكدون له عقيدته !
خلاصة؛ أقوال العلماء والمناصحين - الذين قابلهم المولد على الأقل - نحن نوافقك أن هذا منكر وكفر؛ ولكننا نطيع الدولة؛ فأضافوا له بعض حجج التكفير. لذلك من الطبيعي أن يؤثر المولد وأمثاله في الشباب، لأنهم سيجدون عندهم الصدق؛ ويجدون عند غيرهم التهرب والاحتجاج بالسياسة؛ سيقول تعبدون السياسة!
كان من السهل جداً نقض استدلال المدرسة المحلية على كفر مثل هذه الأمور؛ وهو ليس كفراً ولا منكراً؛ لكن من فعل هذا سيقال عنه صوفي أو شيعي..
ورطة.
أولاً: لا نظلم المولد؛ هو صادق مع الثقافة التي تعلمها في مساجدنا؛ وعلى أيدي علمائنا؛ لكن الثقافة نفسها خطأ؛ اعني؛ أن تسمية البناء على القبور شركاً؛ وتسمية عباد الله عباد قبور؛ والافتاء بقتلهم.
هي ثقافة عامة خاطئة يجب تصحيحها؛ وإلا وقعنا في تناقض محرج؛ كل أهل السنة - باستثناء الغلاة منهم - وكل الفرق الاسلامية لا يجعلون ذلك من الشرك والكفر؛ وإنما قد يختلفون بين مكروه ومباح في الجملة؛ ومن أراد مناقشة الأدلة والأدلة المخالفة بموضوعية وعلم فعليه بكتاب : إحياء المقبور من أدلة بناء المساجد على القبور؛ للشيخ الغماري.
هذا رابط كتاب الشيخ العلامة المحدث المغربي السني أحمد بن الصديق الغماري:
https://archive.org/details/Ehyau_Maghbur
اقرأه يا داود الشريان؛ وأعد مقابلة المولد!
ضعف داود الشريان؛ وخوفه من الثقافة المحلية؛ جعله يوافق المولد على مقدمات ما كان له أن يوافقه عليها؛ لن تهزم التطرف من داخله؛ هذا عبث.
بل حتى تلك الآية التي كررها المولد في لعن الذين (لا يتناهون عن منكر فعلوه) كان على الشريان أن يسأل: هل أمر الله بقتل كل من لعنه؟!
بمعنى أن الله لعن الكاذبين مثلا؛ فهل يجوز قتل الكاذبين؟ أم أن القتل حكم شرعي على جرائم معينة؟!
هذا السؤال وحده كان كفيلاً بالإطاحة بالمولد؛ المشكلة أن التراث المحلي وسلفه قد خدم المولد بكثرة من يحكمون عليه بالقتل، بينما القرآن يحدد ذلك بالقصاص من القاتل؛ أو المحارب أو الباغي؛ بس.
حتى الباغي لم يأمر بقتله؛ وإنما بمقاتلته (فقاتلوا التي تبغي)؛ والانتصار منه (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون)؛ وهو غير القتل الفردي.
بمعنى؛ أن القاتل يقتل - حتى ولو تاب؛ إذا لم تُقبل الدية - أما الباغي فيقاتل حتى يكف؛ فإذا كف عن البغي وفاء إلى الحق؛ فلا يقتل على بغيه السابق.
داود الشريان صحفي ناجح - وهو من أساتذتنا في قسم الإعلام قديماً - ولكنه كان فاشلاً، وتفاجأ بعقيدة المولد، وذهب لنبش تاريخه، وهذا ضعف وهروب.
المولد رجل مضلل بالثقافة المحلية - من الجامي للسروري مروراً بالمحافظ - فنحن من صنعه، وطلب منه أن يؤمن بالشيء، ولا يؤمن به! في الوقت نفسه!
يجب علينا تجديد الثقافة المحلية، والسماح للكتب السنية؛ المخالفة للرأي المحلي، بدلاً من ضغط الشعب ومطالبته بالإيمان بفكرة والكفر بها معاً! يجب تجديد الثقافة المحلية؛ بأن كل قول؛ أو فتوى بقتل من لم يأمر الله بقتله؛ فهو رأي شخصي لهذا الفقيه أو ذاك، وليس حكماً شرعياً، يلزم تنفيذه.
الفكر المحلي لا أقصد به التعميم؛ لا على التراث ولا السعوديين؛ كثير من السعوديين لا يرون هذه الآراء المتطرفة للمولد؛ لكن هل يُسمح لها بالنور؟
لجوء أستاذنا الشريان لتاريخ المولد؛ والسخرية منه؛ ليس مناسباً؛ وقد أجاب المولد بأن المشركين كانوا يشربون الخمور؛ ما كان أغناك عن هذا يا داود!
الثقافة المحلية ليست قرآناً منزلاً؛ هي ثقافة، فيها الخطأ والصواب، الاعتدال والتطرف، ..الخ؛ لا يجوز الغيرة عليها أكثر من القرآن والسنة؛ القرآن خير كله؛ والدين كله لله.
لا يجوز حماية الفكر المحلي من القرآن، ليس هناك ما هو أكثر بركة منه؛ والتدين به والصبر عليه لن يأتي إلا بخير.
لا نقنع أنفسنا بأن المولد مريض عقلياً؛ فأفكاره كلها نعرفها في التراث المحلي؛ بل نعرف ما هو أبلغ وأشنع؛ فهل تتبعون مرضى عقليي ؟
الجهل مشكلة؛ ولا تغتروا بما يسمى (الجامية)؛ فهم يزرعون التطرف كغيرهم؛ الغلاة يأخذون منهم المقدمات العلمية؛ ويتركون لهم الطاعة السياسة..
التطرف ملة واحدة.
الجامية والسرورية والمحافظون وسائر السنة والشيعة ...الخ؛ كل هؤلاء يجب إخضاع علومهم وفتاويهم وتراثهم للقرآن الكريم وثقافته، ثم صحيح السنة.
المعتدل قد يزعج الدولة بمزيد من مطالبات الحرية والحقوق؛ لكن المغالي يعطي بيعة هنا، ويزرع الغلو هناك؛ كل المسجونيين في التطرف من صناعتنا.
أعجبتني مقولة لبعضهم تلخص القصة؛ تقول:
)))) المتطرفون يقتلون المسلمين بفتاوى المعتدلين !!!! ((((
والسلام ختام!