تغريدة العيسى.. كشفت الأزمة!
تغريدة العيسى.. كشفت الأزمة!
نص تغريد المربي الفاضل الاستاذ علي العيسى:
علي بن ابي طالب بين قال و غال، الشيعة غلو فيه، والسنة قلوه وهجروه، يتجاهلون مواقفه وتاريخه وفضائله ويمنون عليه برضي الله عنه، ولم يوفوه حقه.
تغريدة واحدة للأستاذ المربي الكبير / علي العيسى، أشعلت الجدل المجاني المعتاد، مع أنه رأيه؛ ومن حقه أن يعبر عنه!
تغريدة الأستاذ علي العيسى كشفت أزمتنا في موضوع (حرية الرأي والتعبير) ؛ والرجل سني المذهب، كاتب، مؤلف، شاعر، مربي، لا شأن له بضيق الخصومات.
لو أن الأستاذ علي العيسى نقد المسلمين بأنهم أضاعوا إسلامهم وقرآنهم، لما اعترض أحد!! مع أن الإسلام والقرآن أعظم من الإمام علي بن أبي طالب. ومازال الدعاة والشيوخ يذمون المسلمين بأنهم أهملوا تعاليم الإسلام وو..الخ؛ ولا يغضب أحد، بل أجد الناس – جملة - يحمدون لهم هذا النقد للواقع. فلماذا إذا قال الأستاذ العيسى بأن السنة قصروا في حق الإمام علي، وأن الشيعة بالغوا، لماذا هذا الهجوم؟! مع أن الذنب أقل مما يقول المشايخ?!
بمعنى؛ لو أنك تقول لبعضهم: أنت مقصر في حق الإمام علي لغضب؛ ورآك تنتقصه بهذا؛ بينما لو يقال له: أنت مقصر في حق الله ورسوله وكتابه؛ لاعترف
تناقض!
تغريدة الأستاذ علي العيسى كشفت جاهلية كثير من الناس؛ يغضبون إذا وُصفوا بالتقصير في حق شخص
ولا يغضبون إذا وُصفوا بالتقصير في حق الله!!
وخلاصة هذه الحماقة الجاهلية؛ أن عندنا هذا الغرام ببراءتنا من الذنب الأصغر ونرى الاعتراف عيباً؛ مع اعترفنا بالذنب ألأكبر؛ ونرى الاعتراف ديناً!
لابد من إعادة استشعار ترتيب الله للواجبات والذنوب؛ في عقولنا وقلوبنا؛ مع التخلي عن ترتيبنا المذهبي والشخصي والمزاجي.
مزاجنا ليس ديناً؛ فلنتركه.
المسلمون أكلتهم الخصومات بأكاذيبها وتزكيتها أنفسها وانتفاخها وجهلها وترتيبها الخاطيء للواجبات والمعاصي، وهم بحاجة لمراجعة هذه الجاهليات.
ملحوظة الأستاذ / علي العيسى صحيحة؛ سواء ما كتبه عن السنة - ليس كل السنة - أو الشيعة - ليس كل الشيعة - وليس هذا أعظم ذنوب هؤلاء ولا هؤلاء. والواجب على المسلم أن يهضم نفسه؛ لا أن يزكيها
ويقول : إذا اتهمتني بالتقصير في حق فلان فأنا مقصر في حق الله؛ وهو أعظم؛ ونسأل الله المغفرة.
وبس.
والواجب على الشيعي إذا اتهم بالغلو في الإمام علي أن يقول: أنا أغلو في حق نفسي وشهواتها؛ وهذا أكثر ذنباً من الغلو في رجل يحبه الله ورسوله.
وهكذا.
ابحث عن هضم نفسك وتواضعها وفقرها إلى الله وتعليمه؛ احتمل أنك مقصر ومذنب في أمور ومبالغ في أخرى؛ وأنك تسأل الله التسديد في الأمر كله.
إياكم والجاهليات المذهبية (نحن وهم)؛ دعوها فإنها منتنة؛ ولستم أفضل من المهاجرين والأنصار الذين وقعوا في هذه الجاهلية المنتنة؛ بشهادة النبي؛ عندما قال المهاجرون: يا للمهاجرين.
وقال الأنصار: يا للأنصار.
أجابهم النبي: دعوها فإنها منتنة.
انتبه! السنة والشيعة أسهل على الشيطان من هؤلاء.
تسمية المهاجرين والأنصار شرعية قرآنية - وليسوا تسميات مخترعة كالسنة والشيعة - ومع ذلك؛ عندما نادوا بالاسم الشرعي ببواطن جاهلية ذمهم النبي.
يا عقلاء السنة والشيعة؛ لا تعادوا بعضكم، فالله أعلم بأعدائكم لا أنتم؛ فاسمعوا نصيحته:(إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً).
استجيبوا له ترشدوا.