الجهل واثره؛ الارهاب ومفهومه؛ الكذب وما جنى!
الجهل واثره؛ الارهاب ومفهومه؛ الكذب وما جنى!
من الآن لا نطمع بالقضاء على الكذب وآثاره؛ وإنما المطلوب محاصرته فقط؛ التقليل منه؛ التنبيه عليه؛ التذكير بالتثبت والصدق وفضله الخ؛ ما منا إلا وقد يصدّق بعض الكذب؛ أو يردده لضعف تثبت؛ أويقع في الوهم؛ أويغتر ببعض الزيف الخ؛ ولكن هذا يختلف عن مطابخ الكذب والشغف به وتعمده.
الجهل واثره !
الجهل طبقات ومستويات؛ وما منا إلا جاهل بأمور عالم بأخرى؛ والأصل هو الجهل؛ وما أوتينا من العلم إلا قليلاً؛ فلا تنس الدعاء (ربِّ زدني علماً).
هذه المقدمة جواب لكثير من الأسئلة التي لا تريد الإجابة عليها؛ لأنك تشعر أحياناً -ومن السؤال - أن صاحبه يحتاج لمقدمات؛ ليعي الجواب.. الأمر صعب.
كثير من السائلين يظنون أنه قد فاتك هذا السؤال أو ذاك؛ أوأنك لا تستطيع الجواب على هذا الرأي؛ وهم لا يعرفون أنك قد تجاوزت هذا من زمان مضى؛ لا يعرف كثير من السائلين أن أخطاءهم في الأسئلة هي من موانع الإجابات أيضاً؛ فإذا لم يحسن السؤال فهل سيحصل على جواب صحيح على سؤال خاطيء؟!
التعليم والمعلومات السطحية الشائعة وكثرة المتعالين والمتعالمين هو السبب في انتشار السذاجة الفخورة بجهلها؛ التي تشكل عبئاً كبيراً على المعرفة. من سأل وفي قلبه عشرات الأصنام كيف يقبل على حق يجهله أو يدبر عن باطل يعقله؟
التواضع سر العلم؛ هيء نفسك للعلم بأخلاق البحث ومنهج المعرفة.
---------------
الارهاب - مفهومه ومحاربته !
عنوان (محاربة الإرهاب) سيبقى جدلياً؛ لأن إرهاب العدو مشروع؛ فلا تعريف موحداً له؛ ولو كان العنوان (محاربة العدوان) لكان أدق وأشمل؛ ويمكن تعريفه.
اذاً؛ العنوان القرآني الذي يحل الخلاف بين الناس ولن يعارضه إلا معتد أثيم؛ هو محاربة الاعتداء او العدوان أو الظلم الخ؛ أما الارهاب فسيختلفون.
كل الدول تبني قوتها وتقوم باستعراضات ومناورات عسكرية بهدف (الترهيب) الذي هو الارهاب؛ فهذا الارهاب مباح وليس جريمة؛ أما العدوان فمحرم إجماعاً.
اذاً؛ عندما نأخذ العنوان (محاربة الإرهاب) من الغرب؛ سيظهر لنا أن العنوان غريب؛ لأن القرآن يأمر بإرهاب نوع خاص من الناس؛ أي إرهاب المعتدي.
القرآن يوضح أن العدوان محارٓب مطلقاً؛ وأن الإرهاب أنواع؛ فهو مشروع ضد المعتدين ممنوع في غيرهم؛ والآية توضح الأمرين معا:
(الَّذينَ عاهَدتَ مِنهُم ثُمَّ يَنقُضونَ عَهدَهُم في كُلِّ مَرَّةٍ وَهُم لا يَتَّقونَ ﴿٥٦﴾ فَإِمّا تَثقَفَنَّهُم فِي الحَربِ فَشَرِّد بِهِم مَن خَلفَهُم لَعَلَّهُم يَذَّكَّرونَ ﴿٥٧﴾ وَإِمّا تَخافَنَّ مِن قَومٍ خِيانَةً فَانبِذ إِلَيهِم عَلى سَواءٍ إِنَّ اللَّـهَ لا يُحِبُّ الخائِنينَ ﴿٥٨)﴾{ألأنفال}
الإرهاب عنوان عام مثل القتال؛ فهل يجوز أن نقول أننا ضد القتال؟ الارهاب جزء من القتال؛ فمن يُشرع قتاله يُشرع ارهابه؛ ولا يُشرع قتال إلا المعتدي.
لا تنحرجوا من كلمة (ترهبون) في القرآن؛ ولا تظنوا أن القرآن قد شرّع الإرهاب؛ كلا؛ هو شرع إرهاب المعتدي فقط؛ (ترهبون به عدو الله وعدوكم)
--------------
الكذب وما جنى!
لو تعرفون ماذا جنى الكذب على الناس لفهمتم لماذا لعن الله الكاذبين! هذا الجهل والتخلف والعداوات والقتل والدمار والفساد الخ مبدؤها الكذب!
الكذب يبدأ ببناء معلومات كاذبة عن نفسك وعن الآخر؛ ثم تستغرب لماذا يتكبر الآخر! ثم تعاديه؛ تظنه كما وصلك؛ ثم تحقد أكثر وتستبيح دمه وماله وعرضه.
قيمة الصدق وحدها؛ لو يتم تفعيلها؛ لأنهت كل ما ترونه من فساد الخ؛ فالصدق يجر خلفه التقوى (والذي جاء بالصدق وصدّق به أولئك هم المتقون).
طبعاً؛ من الآن لا نطمع بالقضاء على الكذب وآثاره؛ وإنما المطلوب محاصرته فقط؛ التقليل منه؛ التنبيه عليه؛ التذكير بالتثبت والصدق وفضله الخ؛ ما منا إلا وقد يصدّق بعض الكذب؛ أو يردده لضعف تثبت؛ أويقع في الوهم؛ أويغتر ببعض الزيف الخ؛ ولكن هذا يختلف عن مطابخ الكذب والشغف به وتعمده.
ليس المطلوب منك ألا تقول إلا صدقاً؛ فهذا فوق الطاقة؛ فالكذب أعظم وأقوى منك؛ ولكن المطلوب أن تتحرى؛ تتثبت؛ تسأل الله أن يدلك على الصدق؛ وإن قلّ!
ثلاث آيات في كتاب الله؛ تعينك على حب الصدق وتحريه؛ وهي:
١- هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم.
٢- ليجزي الله الصادقين بصدقهم .
٣-وكونوا مع الصادقين.
الكذب يدعم بعضه بعضاً؛ ويتدفق عليك من كل مكان؛ من القنوات والمنابر والمحابر والأكابر والأصاغر والصالحين والفاسدين؛ وهذه فتنة تدع الحليم حيران؛ فأنت في الأخير فرد ضعيف أمام جحافل الكذب وأشكاله المختلفة؛ السياسية منها والمذهبية والثقافية والاجتماعية؛ وسوالف الأقربين والأصدقاء الخ..
تعب.