أي النصين أصرح دلالة على الوصية؟ هذا خليفتكم بعدي؟ أم؛ كما أنا أولى بكم من أنفسكم فهذا أولى بكم من أ
أي النصين أصرح دلالة على الوصية؟ هذا خليفتكم بعدي؟ أم؛ كما أنا أولى بكم من أنفسكم فهذا أولى بكم من أنفسكم؟!
التشويش الشيطاني عام؛ يدفع السنة لترك الصريح الصحيح؛ ويدفع الشيعة لزيادات وأحاديث لا داعي لها؛ بين ضعيف وموضوع..
في الصحيح كفاية؛ لكن؛ الشيطان يريد إضاعة المسلم أياً كان. هذا يضيع في الإنكار والعصبية؛ وهذا يضيع في الإثبات والغلو!
لمطالعة "أسانيد الوصية تختلف عن أدلة الوصية! - قراءة في بعض أدلة الوصية - " على هذا اللرابط «««
أي النصين أصرح دلالة على الوصية؟ هذا خليفتكم بعدي؟ أم؛ كما أنا أولى بكم من أنفسكم فهذا أولى بكم من أنفسكم؟!
لا ريب أن الثاني أقوى دلالة؛ فالخليفة أو السلطان أو ألأمير أو الملك لن يكون أولى بنفسي مني؛ النص الثاني خاص برسول الله فقط: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)؛ وإذا منح الله هذه المكانة لغيره - باستثناء النبوة - فهي أبلغ بكثير؛ وهي تشمل الخلافة السياسية قطعاً، وما الخلافة السياسية إلا فرع يسير من هذا ( الأولوية النبوية)
الخليفة - كحاكم أو ملك أو خليفة - مهما كان ليس أولى بي من نفسي؛ أما النبي فنعم؛ هو أولى بي من نفسي وأبي وأمي وكل أحد...
إذا احترمنا دلالات الألفاظ؛ سنعرف أن قوله صلوات الله عليه وآله؛ (من كنت مولاه فهذا مولاه)؛ أقوى وأشمل وأعمق وأصرح من مجرد القول (هذا يحكمكم بعدي)؛ الحكم والسلطان والخلافة الإدارية ليس لها هذه الهالة شرعاً؛ فقد يحكمك البر والفاجر؛ لكن؛ الثانية أهم وأولى وأقوى دلالة؛ فلن يجعل الله ولا رسوله أي شخص أولى بك؛ لا خليفة ولا ملك ولا أمير؛ هذه الوظائف الدنيوية سهاة في الشرع؛ فقد بعث الله طالوت ملكاً في وجود نبي؛ لن يكون أولى بك من نفسك إلا نبي أو وصي نبي.
لن نعرف صعوبة إسلام كفار قريش حتى نعرف صعوبة إيماننا - كأهل سنة - بالغدير! اكتشفنا أن الإيمان صعب جداً وليس كما نظن...
حاولوا أن تتفهموا كفر كفار قريش؛ لقد كفروا بما هو أصعب على قلوبهم ومصالحهم؛ نحن نُطالب بإيمان أدنى من إيمانهم؛ وتحول نسبي يسير أخف من تحولهم الكبير؛ ولا نستطيع!
إن هذا لهو البلاء المبين! لا أتحدث عمن لم يعرف ولا يمتلك اليقين؛ فهو معذور إن شاء الله؛ لكني أتحدث عمن أعرف أنه قد علم يقيناً بصحة الحديث ودلالته.
اللهم الطف بنا؛ وقوي إيماننا؛ وهون علينا الخلق؛ وعظم في قلوبنا نفسك.
أعرف أن مزاحمات الأدلة المعارضة للأدلة الصحيحة كثيرة جداً؛ لكن؛ ما أن تبحثها واحداً واحداً حتى تتهافت؛ الموضع صعب جداً؛ وأنا أتفهم كل المعارضين؛ لبثت عقوداً وأنا أحاول أن أجمع بين النقيضين؛ حتى اكتشفت أن البلاغ المبين المتواتر قد عورض ببلاغ مبين مكذوب؛ وأن الصريح قد عورض بما ليس صريحاً؛ وأن المعقول قد عورض بما ليس معقولاً؛ وأن الهدف الإلهي من الابتلاء والتمحيص قد عورض بدعوى أن هذا ملك؛ وأن النبي لن يأتي بدين لأسرة ولا ذرية .. الخ.. ومن قال أن هذا النص هو ملك وذرية؟ على العموم؛ التشويش الشيطاني عام؛ يدفع السنة لترك الصريح الصحيح؛ ويدفع الشيعة لزيادات وأحاديث لا داعي لها؛ بين ضعيف وموضوع..
في الصحيح كفاية؛ لكن؛ الشيطان يريد إضاعة المسلم أياً كان. هذا يضيع في الإنكار والعصبية؛ وهذا يضيع في الإثبات والغلو!
طبعاً؛ ما أسهل أن يقال: خذوا الصحيح رواية ودلالة واتركوا المظنون رواية ودلالة؛ ولكن هذا صعب، ولا يأتي بسهولة؛ فالظني قد أصبح متواتراً عند قوم؛ واليقيني قد أصبح مهجوراً عند آخرين..
حاسنا؛ الشيطان وداسنا دوس البقر؛ ولا أرى مخرجاً؛ قد أحكم أموره من زمان.. قصة طويلة! تعقيد شيطاني على الهداية الأولى. وأصبح المسلم لا يستطيع معرفة فرعية إلا بمعرفة الدين كله.. من سنن الله؛ ومشروع الشيطان؛ وثقافة النفاق؛ وتربية الضمير؛ وتفعيل النعم؛ والتقوى.. الخ
لم يعد الموضوع سهلاً كما كان عند شهود العيان؛ فإذا فرط شهود العيان وأخفوا وتأولوا ... فنحن في ذمتهم.
نحن مساكين؛ جئنا وقد اختلطت الأمور؛ وأصبح معرفة الحق الصافي شبه مستحيل على أكثر الناس؛ سنة وشيعة.. إلا على من أعانه الله.
فكرة أم مذهب؟؟
أمامك صعوبة جداً في أقناع الآخر بأمر؛ وهو؛ أنك تعبر عن فكرة لا مذهب؛ لا يمكن إلا أن يحشر المذهب؛ حتى لو كنت أنت توافقه في معارضة مذهب ما في معظم أفكاره؛ ولكن؛ بالصدفة وجدت أنت في تراثك فكرة واحدة أصاب فيها المذهب المخالف؛ هنا لا حرية لك أن تقول يا جماعة هم هنا صح؛ لن يسمح لك أن تناقش فكرة واحدة بحيادية وتنصف فيها؛ لا بد أن يربط بمذهب..
يعني؛ عليك موافقة مذهبك في كل شيء! كل شيء؛ وإلا فأنت آخر.. هذه فتنة المذهبية بالضبط. تحولك من عابد لله إلى عابد لها.
يقول لك بعضهم: ولكن هذه من خصائصهم..
الجواب: النص خاص بصاحبه؛ ليس لهؤلاء ولا هؤلاء. أنتم من تجعلون هذا النص لهم وهذا النص لنا؛ كلا؛ النصوص الشرعية؛ لله ورسوله؛ ليس لشيعي ولا سني.
نحن نختلف هنا..
والغريب؛ أن هؤلاء أنفسهم يقولون: نحن مع الدليل؛ ندور حيث دار؛ لا نقلد ولا نلتزم برأي مذهبي في مواجهة النص؛ ونؤمن بالحرية؛ وخاصة الحرية في دائرة النصوص.. لا ينطرون على من استباح الربا والدماء والموبقات كما ينكرون على من تمسك بنص. ولا يبطلون الباطل كإباطالهم الحق.