استراتيجية للسعودية!
استراتيجية للسعودية!
ويبقى رأيي أن مشكلة السعودي في نفسه كفرد، فهو لم يتعلم، والمتعلم في هذا البلد ليس له أثر الجاهل، فلا يسمع منه كثيراً وليس له دالة، تعليم السعودي للأسف لا يعلمه العلم ، إنما علمه أموراً أخرى ضارة به وبغيره، ..
مشكلة السعودي مع نفسه أكثر من كون مشكلته مع غيره.
مشكلته مع عقله الذي لا يفعّله..
مع خوفه الذي لا داعي له..
مع ظنونه الواسعة ..
مع ضميره الذي لا ينتبه له..
مع دينه الذي يهتم بتفاصيله و لا يعرف غاياته.
كثيرة هي تلك الأفكار والمقالات (الاستراتيجية) التي تحلل الوضع الداخلي للمملكة وتنذر بالخطورة القادمة والمحيطة بالسعودية إذا لم تبادر إلى اتخاذ خطوات ما سياسية أو ثقافية.. الخ؛ ولعل أبرز مقالين في هذا الموضوع؛ للأخوين د.عبد الله الناصري؛ بعنوان (مؤتمر الشيشان)؛ والثاني د طراد بن سعيد العمري؛ في مقاله (هل وجود السعودية في خطر)، والأخوان صديقان كريمان أعرف صدقهما وحرصهما، ولي تعقيب سيأتي.
لمطالعة مقالة "مؤتمر الشيشان لن يكون الأخير !! - بقلم المحامي عبدالله بن محمد الناصري" على هذا اللرابط «««
خلاصة رأي صديقنا د عبد الله الناصري هي:
1- اعتقد ان خروج المملكة من هذه المنعطفات الخطيرة اصبح ضروري جدا وباسرع ما يمكن فعامل الوقت في هذا الموضوع ضدنا بامتياز ... مالم يتم اتخاذ خطوات حازمة وقرارات سريعة وقوية لإيجاد حل قانوني تتخلص من خلاله المملكة من كل هذه الملفات الثقيلة القديمة والجديدة ، ما بين سياسية وثقافية واجتماعيه .. الخ وذلك من خلال تفعيل المواد 1-6-7 من النظام الأساسي للحكم ..
2- ان اعتماد ( الكتاب والسنة ) دون اي انتماء مذهبي سيعني خروج المملكة من الدائرة الضيقة جدا جدا الى فضاء الشريعة الواسع الذي يستوعب السنة بمختلف مذاهبهم واجتهاداتهم؛ كما يستوعب الشيعة بكافة مذاهبم ايضا ..
3- ان ذلك سيعني طي صفحة الماضي او ما يسمى ( الوهابية ) لتكون ملكا للتاريخ وتأسيس قواعد دستورية جديدة تسمح باختلاف الاجتهادات وتربطنا مباشرة مع ملايين الإخوان المسلمين باعتماد المنهج الوسطي ، ويضع حدا للخلافات الاجتماعية التي تنطلق من اجتهادات فقهية مختلفة على اساس قاعدة شرعية ملزمه انه لا يجوز اجبار الناس على اجتهاد فقهي محدد مالم يصدر نظام بذلك ..
4- من ناحية ثانية اعتقد شخصيا ان بداية الدولة السعودية الرابعة حقيقة كانت منذ صدور النظام الأساسي للحكم الذي اقر السلطات الثلاث والحقوق والواجبات ووووو الخ؛ فهو مشروع دستور يحتاج الى خطوة ثانية لتطويره واستكماله تتضمن حزمة اصلاحات سياسية تضمن مشاركة الشعب بانتخاب مجلس الشورى بالكامل ليتولى مهامه الحقيقية كسلطة ثالثة وانتخاب مجالس المناطق لتتولى كل منطقة بالكامل مسؤلية ادارة ميزانيتها ..
واصلاحات اخرى تتفق مع المرحلة القادمة للمملكة؛ وعلى رأسها اطلاق كل سجناء الرأي .. واطلاق مزيدا من حريات الصحافة والإعلام ... الخ.
و المقال الثاني لكاتب يعنى بالاستراتيجية كثيراً وهو الأخ د.طراد العمري؛ ومقاله بعنوان : هل وجود السعودية في خطر؟
لمطالعة مقالة "هل وجود السعودية في خطر؟ - د. طراد بن سعيد العمري" على هذا اللرابط «««
وخلاصة رأي أخي وصديقي د طراد العمري هي:
وأخيراً، السعودية مقبلة على حقبة خطيرة ومريرة في صراعها الإقليمي يتطلب منها الملاحة بين المرتفعات والمنحدرات السياسية بكل حذر. فإعادة تشكل التحالفات التي ظهرت مؤخراً في المنطقة بين تركيا وإيران؛ وتحوّل وتذبذب الدور الأمريكي؛ وتعاظم الدور الروسي؛ وتقلص الدور الأوروبي؛ وتغيّر المزاج الإستراتيجي لمصلحة النظام السوري؛ وتشدد وتعقد الأزمة اليمنية؛ كل ذلك يفرض على السعودية خيارات صعبة ما يتطلب إعادة صياغة أولوياتها الإستراتيجية وتحالفاتها، لكي تتصف بالمرونة والحذر والحكمة، فالمستهدف هو بقاء ووجود السعودية بأكملها. ختاماً، يقول المثل الشعبي “نصف الحرب صياح” يقابله في الغرب مصطلح “بروباغندا الحرب”، ويمكن أن يكون خفض صوت صياح الحرب بداية جيدة لإستراتيجية جديدة. حفظ الله الوطن.
ويبقى رأيي أن مشكلة السعودي في نفسه كفرد، فهو لم يتعلم، والمتعلم في هذا البلد ليس له أثر الجاهل، فلا يسمع منه كثيراً وليس له دالة، تعليم السعودي للأسف لا يعلمه العلم ، إنما علمه أموراً أخرى ضارة به وبغيره، ..
مشكلة السعودي مع نفسه أكثر من كون مشكلته مع غيره.
مشكلته مع عقله الذي لا يفعّله..
مع خوفه الذي لا داعي له..
مع ظنونه الواسعة ..
مع ضميره الذي لا ينتبه له..
مع دينه الذي يهتم بتفاصيله و لا يعرف غاياته.
مشكلته مع إهماله الواضحات وإحيائه الظنون والأوهام؛ الإصلاح يبدأ من الفرد تعليماً وتهذيباً وتواضعاً ومعرفة وإيجابية..الخ
اصنع لي سعودياً متعلماً متواضعاً محباً للبر والتقوى متخلياً عن الكبر والغرور؛ وسترى أنها تتلاشى كل مشاكله ومخاوفه وتهديداته.
الأمور يتم حلها من أدناها، (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).