تعقيب أ. حسن بن فرحان المالكي على ردود د. محمد شحرور
تعقيب أ. حسن بن فرحان المالكي على ردود د. محمد شحرور
هذا القرآن الكريم؛ مليء بأخبار تلك الأمم (التي خلت)؛ للعبرة ودراسة النفسيات والتغير الاجتماعي، وثبت القرآن؛ بل كرر؛ ذم بعض قادة الضلال؛ كفرعون؛ بل؛ قال الله (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين)..
القرآن الكريم لا يقول (تلك أمة قد خلت) لنترك التاريخ؛ وأنما؛ حتى لا نفخر به بجهل!
جواب د محمد شحرور على أسئلة وتعليقات المتابعين:
لمطالعة "د. محمد شحرور يجيب على أسئلة جمهور حديث العرب"على هذا اللرابط «««
خصص نحو ربع اللقاء؛ من د 20 ؛ في الرد عليّ.
شكرا للـ د شحرور؛ ولنا تعليق؛ ولمن شاء المقارنة أو العودة للتعقيبات - أعني تعقيباتي على لقاء د شحرور مع الهتلان - هي مجموعة في هذا الرابط:
لمطالعة موضوع "نصائح لمحبي د محمد شحرور!"على هذا اللرابط «««
والأمر لا يحتاج للتأكيد بأن د محمد شحرور عندنا حبيب، وله إضافات نوعية مشكورة؛ ونحن ندعو لقراءة كتبه والاستفادة منه؛ وخلاف الرأي لا يفسد الود.
د. شحرور في إجاباته علىّ، علق على موضوع الكفر وموضوع بني أمية؛ مع أن الأهم منهما - في وجهة نظري - هو مسألة الاعتباط (بالمعنى العلمي لا الشعبي)؛ فالاعتباط بالمعنى الذي أريده، هو وضع بعض التعريفات والمفاهيم بلا دليل ولا حجة؛ وهذا له أصل لغوي عندما يقولون: مات فلان عبطاً؛ أي بلا علة. فأنا لا أقصد المعنى الشعبي عندما يقولون: فلان عبيط..
كلا؛ د شحرور أعلى من هذا المعنى الشعبي؛ لكن؛ المعنى اللغوي الصحيح؛ لا يموت لسوء الاستخدام؛ ومن هذا المعنى قالوا : دم عبيط، اي طري.
في تاج العروس (19/ 464): عَبَطَ الذَّبيحَةَ يَعْبِطْها عَبْطاً: نَحَرَها من غيرِ عِلَّةٍ..
هذا هو؛ وكنت قد ضربت بعض الأمثلة على هذا (الاعتباط)؛ مثل؛ قوله عن المقدس أنه الحي؛ وعن الذكر أنه الصيغة اللغوية.. الخ؛ وفي ظني؛ أن هذه أبرز ملحوظة.
والاعتباط داء عام في الثقافة؛ وخاصة الثقافة العربية؛ ولعل أفضل من نقد (الاعتباط اللغوي والثقافي) هو عالم سبيط النيلي في كتابه : اللغة الموحدة.
بالطبع؛ هذه الملحوظة أو تلك؛ لا تقلل من مكانة د شحرور؛ فله فضل علينا جميعاً؛ وقد أسهم في تفتيح عقولنا وأذهاننا على أشياء كثيرة؛ فله منا كل امتنان.
وليس من العيب – معرفياً - على د شحرور أن يراجع بعض التعريفات غير المحررة، التي بثها دون برهنة؛ وأن يبتعد؛ ما أمكن؛ عن (التكلف) الذي يفعله أحياناً.
في موضوع (الكفر)؛ أنا أعرف أن إبراهيم ومحمداً عليهما السلام، كفار بالأصنام وعوائد أقوامهم السيئة، كان كلامي كان من ملحظ آخر؛ موجود في الرابط.
لم يقنعني أستاذنا - د شحرور - في تركيزه على (العصر العباسي) وإهمال ما سبقه، ليس فقط العصر الأموي ، وإنما البلاء قديم؛ وقد نبه إليه القرآن؛ فشياطين الإنس والجن؛ الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا؛ والمنافقون والمنافقات؛ وفريق من اليهود .. الخ؛ كل هذه فئات مؤسسة لحرف الرسالة.
إذاً؛ كلما زحلقنا (المشكلة) إلى العصر العباسي؛ أتانا المقلدون من فوقنا؛ وكلما رجعنا إلى فئات (البلاء) التي ذكرها القرآن؛ أتيناهم من فوقهم.
لم أفهم معظم إجابة د شحرور على موضوع بني أمية؛ كاستدلاله بـ (تلك أمة قد خلت)؛ وقوله (التاريخ جرى مجراه)؛ أو أنه كان لابد من ملكية ظالمة كغيرها.
مازلت أرى عند أستاذنا حذراً شديداً من نقد بني أمية؛ والآية الكريمة (تلك أمة قد خلت)؛ ليست لحماية ظالم؛ إنما هي لمنع مغفل من الادعاء أنه على سلف.
أعني؛ أن الله كرر (تلك أمة قد خلت) في حق متفاخري بني إسرائيل الذين يفتخرون بأن الأنبياء منهم، وليست في سياق الدعوة لإهمال نقد الظالمين وكشفهم؛ فالاستخدام الخاطيء للآية (تلك أمة قد خلت) هو الذي أبقى تعظيم ( الماضي) والانتساب إليه، وفرضه على النص والعقل والحقوق والمفكرين أيضاً.
هذا القرآن الكريم؛ مليء بأخبار تلك الأمم (التي خلت)؛ للعبرة ودراسة النفسيات والتغير الاجتماعي، وثبت القرآن؛ بل كرر؛ ذم بعض قادة الضلال؛ كفرعون؛ بل؛ قال الله (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين)..
القرآن الكريم لا يقول (تلك أمة قد خلت) لنترك التاريخ؛ وأنما؛ حتى لا نفخر به بجهل.
الوعي التاريخي أجده أبرز ما يفتقده الباحثون؛ الضعف في دراسة التاريخ والشخصيات المؤثرة فيه؛ سياسياً وثقافياً؛ سيبقى له أثره في الناتج الثقافي.
وأخيراً ، أشكر للدكتور شحرور تعقيبه؛ ولا أحب التوسع في الملحوظات حتى لا يتم فهمي خطأً؛ ومن أراد فليراجع لقاء شحرور وملحوظاتي في روابط سابقة.
نسيت أن أشير أنني أتفق مع د شحرور بأن الكفار غير المشركين؛ لكنني أعيد الكفر للقلب (جحود/ كبر/ عناد)؛ وأعيد الشرك للعقل (اشتباه/ تقليد..الخ).