ألمذاهب بدأت من العهد المكي = وفق القرآن الكريم! - الجزء الثاني -
ألمذاهب بدأت من العهد المكي = وفق القرآن الكريم!
- الجزء الثاني -
لمطالعة "ألمذاهب بدأت من العهد المكي = وفق القرآن الكريم! - الجزء الأول -" على هذا اللرابط «««
نضيف هنا مجموعة قرائن من سياق الآيات السابقة من سورة النحل؛ يقول تعالى- بعد الآيتين السابقتين في الجزء الأول مباشرة - :
{وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94) وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) } [النحل]
الآيات هنا تتحدث نستفيد منها ما يلي:
1- تؤكد أن الخطاب موجه لمؤمنين وليس لكفار قريش، بدليل النهي في تفاصيل الأحكام.
2- أن الخطاب يحذر من أن (تزل قدم بعد ثبوتها)؛ وهذا يتفق مع (النكث) في الآيات السابقة، فثبوت القدم؛ إي ثبوتها في الدين = أي إسلامها وإيمانها.
3- وأن هذه الفئة التي تتخذ من الأيمان (الحلف) مدخلاً للتأثير على آخرين لينضموا لهم؛ هم بهذا (يصدون عن سبيل الله)، سواء علموا أم لم يعلموا.
4- أن هؤلاء تحت الوعيد.
5- أنهم يشترون بعهد الله ثمناً قليلاً = أي هم مسلمون، واتخذوا (إسلامهم) حجة أخرى ليصدقهم من يريدون ضمه لأمتهم لتكون (أربى) من الأمة الأخرى.
6- أن هؤلاء يحبون الدنيا؛ والله يقول لهم (إنما عند الله هو خير لكم).
7- وأخبرهم بأن ما عندهم سينفد وأن ما عند الله باقٍ.
8- أن الله يبشر الصابرين، الذين صبروا مع الحق ومع بيعة الإسلام ولم يضعفوا أمام المغريات التي عرضت عليهم.
مجموعة قرائن ، في سياق واحد، يدل على أن الشيطان قد بذر بذرته في المسلمين مبكراً، ولم يستفيدوا من قرآن نازل ولا رسول ناطق، كما ضل بعض أصحاب موسى مع وجود التوراة وموسى، فلله سنته في التمحيص والاختبار والفتنة، وإلا؛ لما نافق منافق ولا ارتد مرتد بعد إسلامه، والقرآن مليء بذكر هذه الحوادث، سواء في عهد الأنبياء السابقين وأممهم أو في عهد النبي مع أمته.
فنعوذ بالله من قسوة القلوب وحب الدنيا وإرادة العلو في الأرض.
هذه رؤيتي باختصار؛ وشواهدها من القرآن كثيرة جداً، أعني؛ في تشكل الجماعات المتضادة من أيام النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله، والجميع يعرف هذه الفئات (كالمنافقين والذين في قلوبهم مرض والمتربصين والمذبذبين..الخ )؛ ومن استغرب معاصرتهم للنبي ووقوعهم في هذه (الفئوية والتمنع عن الاتباع والطاعة) ليقرأ القرآن وليؤمن به وكفى.
كل المسلمين يؤمنون بوجود هذه الفئات أيام النبي، إلا أن أكثر المسلمين لم يكونوا يظنون أن البدايات مبكرة من العهد المكي.
شكرا لكم.
مواضيع أخرى:
لمطالعة "خلاصات أموية." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "عندما تغيب المناهج تحضر المذاهب .!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لن يصلح هذه الأُمة ما أفسد أولها!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تزيين الله وتزيين الشيطان ... ما الفرق؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تقزيم المعاني- السنة نموذجاً - الجزء الثاني."على هذا اللرابط «««
لمطالعة "إعادة قراءة التاريخ الإسلامي في برنامج الشريعة والحياة" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "كيف نفهم تأثير السياسة في الحديث؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ما كتبه الرومان عن تاريخ العرب والمسلمين... هل هم أصدق أم نحن؟!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "قراءة في كتب العقائد - المذهب الحنبلي نموذجاً-بقلم: محب النبي"على هذا اللرابط «««