الخلاف السني الشيعي - البداية بالقطيعات
لن ينتهي الخلاف السني الشيعي (الشعبي/ السياسي وليس الشرعي) إلا بالبداية بالقطعيات والحلف عليها. نعم الطرفان ( السنة المذهبية والتشيع المذهبي) لا يناقشان أو يبدآن من المعنى الشرعي للسنة والتشيع حسناً لنبدأ معهما من منطقتهما المذهبية ونحاول أن نكتب مباديء لا يخالف فيها أحد، يجب أن تكون البداية وأن يحلف عليها المتحاورون، لأنه وسط الخصومة في التفصيلات تذهب القطيعات. لو صدق المتخاصمون وعدلوا- أياً كانوا ومن أي مذهب أو دين- فلن يكون هناك خلاف أبداً مبدأ الخلاف والشر والإثم من الكذب والظلم.
هذه القطعيات كالصدق والعدل يتهاون فيها المتخاصمون لأنها محل تسليم فيشعرهم الشيطان أنه لا داعي للتأكيد عليها لأنها محل إجماع!
هذه خدعة! نعم هذه خدعة شيطانية لأن الشيطان يدفع المتخاصمين للكذب والظلم نتيجة تهاونهم بهذه القطعيات، فيدفعك لمخالفة القطيعات حرصاً على الظنيات!
ولذلك نجد القرآن الكريم يكرر التذكير بالقطيعات بأن الله هو الخالق وهو مدبر الأمر وهو وهو .... الخ مع أن هذا محل تسليم من كثير من الكفار.
هذا التأكيد القرآني على ألوهية الله وأن له الأمر، وعلى البعث والحساب هو من هذا الباب، لأن القطيعات يجب أن تكون حاضرة دائماً فهي الهدف. لذلك يجب التأكيد على الصدق والعدل والشهادة لله لا لمذهب ولا شيخ ولا رمز ولا سياسة ولا حزب ولا غيره ..
ويجب أن يبقى المتحاورن وقتاً في هذا.
أعني لا يجوز أن تمر على هذه القطعيات مرور السحاب ، لابد أن تقف عندها وتتعبد بها وتذكر بها نفسك وخصمك، وأن تطلب من الله أنت يعينك عليها. لأنك لا تعرف نفسك ستكشتف - أثناء الحوار- أن عندك هوىً وكذباً وأوهاماً وتعصباً فإن لم تؤكد على ههذ القطيعات فقد يدفعك الشيطان للكفر بها والكفر بالقطيعات أشد من الكفر بما دونها وإن كان مهماًوإهمال القطعيات هو الذي دمر المسلمين وإسلامهم تدمير القطعيات عقوبته من الله عظيمة.
كل حوار لا يبدأ بالتأكيد على القطعيات مثل الصدق والعدل والشهادة لله -بل مثل أن الله هو الرب وأن النبي هو الرسول - ستكون نتائجه كارثية.
وأنتم ترون الحوارات في القنوات كيف تنتهي بهدم القطعيات
لماذا؟
لأن العبادة لغير الله،لأن هناك مذاهب معبودة من دون الله وسياسات معبودة الخ
الناس لا يعرفون العبادة ما هي هم يظنون أنك لا تعبد مذهباً حتى تصلي له تصوم كلا العبادة أشمل من ذلك هي الخضوع للشيء والتعصب له ضد الحق.
فمن تعصب لمذهب بحيث يظهر محاسنه ويخفي مثالبه فقد عبده
لأن تغطية المثالب ضد رضا الله في كشفهاوعلى هذا فقد اخترت عبادة المذهب لا الله! عبادة الله صعبة لا تظنوا أنها سهلة عبادة الله وحده من أصعب الأمور على النفس البشرية المتعصبة المتمذهبة وأشد الناس عبادة لها هم الغلاة.
عبادة المذهب تجعلك تستبيح ما حرمه الله تجد أن الله يحرم قتل النفس البشرية إلا بحق وتجد مذهبك يبيح قتل الخصم فتعبده وتترك عبادة الله.
المتعصب يجد في نفسه كراهية ينفسها عليه المذهب بتشريع العقوبة
ويحرمها عليه الله بطلب التقوى والصبر والإعراض فيجد نفسه في المذهب فيتبعه!
هذه عبادة للمذهب لأن المقتول - كتلك النسوة وأؤلئك المرضى - لابد لهم من خصم فمن هو خصمهم؟
ليس القاتل فقط!
فانتبهواهو من أفتى وحرض أيضاً
إذاً فالمقتول يسأل القاتل فيمَ قتلتني؟
فماذا يقول القاتل؟
يقول القناة الفلانية قالت لي
المفتي الفلاني قال كذا
فيتحمل هؤلاء نصيباً من دمه فإذا أتى ابن تيمية مثلاً وعنده من جريمة المستشفى 20%
ومن جرائم سوريا والعراق 20%
فهذه ال ( 20%) كم تساوي من عدد القتلى؟
ألف؟ عشرة آلاف؟
هنا لا أبريء الآخرين
قد يأتي الأسد وفي عنقه 50 ألفاً أو 100 ألف
فهل هذا يبري ابن تيمية والقرضاوي ووصال من 20 ألفاً؟
توزعوها بينكم إذا ارتكب خصمك ألف جريمة
فهل هذا يبيح لك عند الله أن ترتكب جريمة واحدة؟
إذا كنت تقول أنك ( عبد لله) فلا
وإن كنت عبد المذهب فنعم وأكثر!إذاً فعبادة الله صعبة جداً
لأنها تختلط بعبادة المذهب والغضب والخصومة والكذب
ثم تغلب هذه الخصال على عبادة الله حتى تكون عبداً للشيطان فقط
وإذا أنت صبرت نفسك على عبادة الله وحده
فهل إيمانك بهذا الضعف بحيث لا تثق أن الله سينصرك؟
لماذا لا تقول سأعبد الله فقط وليس عليّ النتيجة؟الحوار مع الغلاة يحتاج أن تعيد لهم الأمور الأساسية بل مباديء الإسلام نفسه
من أن الله الخالق وهو المعبود وكل العبادة له وتحت أي ظرف كان.
هذه المباديء لا يعرفونها لأنهم مستعجلون
الشيطان يأخذهم بالعجلة فيهافتهم في جهنم لصرفهم شيء من العبادة للمذهب والسياسة واستعجال النتيجة ..الخلاصة نصيحتي لنفسي وللغلاة والخصوم أن نجدد معنى أن نعبد الله وحده لا شريك له لا تستهينوا بهذا فقد كرره الله، ولن يكرره إلا لصعوبته.
وعبادة الله وحده لا شريك له ( وانتبهوا لكلمة: لا شريك له) تستوجب الصدق والعدل والشهادة لله ومراقبته والخوف من عقوبة الظلم والكذب والمكر.
حتى الحوار مع الملحدين يجب أن تبدأ من الصدق والعدل
الصدق مثلاً أليست قطعية؟
هل يحتاج الصدق لصعوبة في الاتفاق عليه؟