فيروس (كراهية الشيعة)!
هذا الفيروس أخطر من كل الفيروسات القاتلة
لأنه يقتلك ويبقيك حياً آكلاً شارباً
هذه الحالات الإنسانية إشكالية..
هذا الفيروس يخرجك من الآدمية..
تصبح بلا عقل ولا قلب ولا سمع ولا بصر..
خلاص
إذا استولى عليك فالله يخلف على الذين خلفوك.
لو تتحدث مع أحد هؤلاء المرضى بذلك الفيروس (فيروس كراهية الشيعة).. لو تتحدث معه في الخضار والفواكه,, لابد أن يدخل الشيعة وإيران!
هذا مرض.
نعم إيران تستطيع أن تكتب فيها المجلدات.. في أخطائها وأطماعها وتقييم سياساتها ، ولها أيضاً حسناتها وتطورها واستقلال قرارها، لكن هذا شيء آخر.
وكذلك الشيعة مذهب من المذاهب الإسلامية ، لهم اختلافاتهم وأخطائهم وفرقهم وغلوهم واعتدالهم، لكن هذا شيء آخر يناقش في مناسباته الخاصة به، أما أن يتحول الرأي فيهم إلى امتحان في كل موضوع فهذا مرض !
كراهية الشيعة عندهم أصبح مرضاً مستعصياً.. فيروساً قاتلاً للعقل والحس والضمير.
يؤسفني أن هذا المرض يكثر عندنا السعوديين أكثر من غيرنا لأمرين:
الأول : التراث السلفي .
الثاني: توتر العلاقات بين المملكة وإيران.
فاستشرى المرض لأن الشعب سلفي في الجملة.. بالسيف قديماً ومقرر التوحيد حديثاً، ثم أتى التوتر السياسي مع إيران واستحكم عند الكثير هذا المرض لدرجة الجنون.
يجب أن يكون السعودي عاقلاً، يحاور بعقل وينقد بعقل، المحافظة على العقل مقصد من مقاصد الإسلام الكبرى، وواجب على مؤسسات أي دولة حماية هذا العقل.
أنا أخجل من أكثر السعوديين عندما يتكلمون عن الشيعة.. كأنهم مجانين، لا يتحدثون بعقل، المفترض أن تبقي مساحة من القطيعات ولو من باب خط الرجعة.
الذين يزايدون في الامتحان بالشيعة وإيران.. هؤلاء لو شئنا أن نمتحنهم لفعلنا، فالدولة معها علاقات رسمية مع إيران ، وعندها مواطنون شيعة.. فكان ماذا؟
يا إخوان يجب أن تتخلصوا من هذا المرض.. تخلصوا من مرض ( كراهية الشيعة).. اكرهوا الأعمال والعقائد الخاطئة ولا تكرهوا الشيعة جماً غفيراً، اعتدلوا..
أكرهوا في إيران أطماع التوسع، احتلال ما ترونه من جزر أصلها عربية، انتهاكها لحقوق الإنسان ..الخ، اكرهوا أعمالاً معينة، أما بهذا الجنون فهو مرض.
السعودي خاصة أجد أن (كراهية الشيعة وإيران) بهذا الشكل الغبي قد سلبه نصف عقله وبقية ضميره مع السمع والبصر.
اكره باعتدال وأحب باعتدال.. وتوازن.
يتصور السعودي - بخلاف كل الشعوب - أن من لم يذم إيران فهو عميل لها، وأن من لم يكفر الشيعة فهو ابن زنا ومتعة..
هذا جنون.. مرض.. فيروس قاتل.
الإمام علي يقول :
(أحبب حبيبك هوناً ما، فقد يكون بغضيك يوماً ما وأبغض بغيضك هوناً ما، فقد يكون حبيبك يوماً ما)
وكم رأينا مثل هذا في الواقع.
لذلك خطابي للمؤسسات في الدولة: احفظوا عقول الناس، هذا الفيروس قتلنا، فرّق البيوت.. وفي الأخير سيكتشفون أن هذه مرحلة دعائية فقط!
هذا عبث لا يجوز.
مؤسسات الدولة مسؤولة عن مراقبة القنوات المتطرفة التي تشيع هذا الفيروس.. صححوا، فالشيعة مسلمون لهم وعليهم، إيران دولة مسلمة لها كذا وعليها كذا، بل حتى لو انقطعت العلاقات السعودية الإيرانية كما تنقطع علاقات كثير من الدول فهذا يبقي للرأي فسحة.. إلا إذا قامت الحرب ، هنا نستطيع أن نفهمهم.
لكنك لا تفهم أن يطالبك أحد بالبراءة من إيران ودولتك على علاقات رسمية معها؟
قد يكون هذا العداء المبالغ فيه لإيران يستبطن زراعة معارضة خفية، فنحن رأينا على بعض القنوات التكفيرية السفيهة كيف أنهم يكادون يكفرون الدولة السعودية لأنها تسمح للحجاج الشيعة بقراءة دعاء كميل بن زياد!
نصيحتي للعقلاء من مسؤولين ومواطنين ومثقفين: قاموا هذا الفيروس الذين يقتل الناس ويبقهم أحياءاً.. فيروس (كراهية الشيعة) فيروس قاتل، يورث الجنون.
وكل من يكره مذهباً دون تخصيص للغلاة منه مثلاً، أو يكره بلداً أو قبيلة أو منطقة أو ديناً دون تخصيص للمستحق وأسباب ذلك فقد أصيب بالفيروس.
واضح من كلامي أنني أقصد ظاهرة
وليس السعوديين عامة.. ففيهم عقلاء كثير
لكني أستغرب من غلبة الغلاة على العقل المحلي العامي.