ابليس .. بين الكذب على الله وبين دين الله
تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي".
التغريدات تم نشرها في شهر سبتمبر 2013
قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"
لمطالعة مواضيع اخرى:
من حيل الشيطان الكبرى أنه يسمي الكذب على الله ورسوله (دين الله ورسوله)، فاحذروا تلبيسه في هذه المسألة، فهي أم التلبيس كله!
عليها محور إبليس..
لذلك يسمي إرضاع الكبير = دين الله ورسوله!
وقتل الأبرياء = دين الله ورسوله!
والكذب = دين الله ورسوله!
وهكذا .. فاحذروا من الشيطان فهو العدو.
الشيطان جعل دينه الذي هو (إغراء العداوة والبغضاء) هو =دين الله ورسوله!
وجعل (الاعتصام بحبل الله والتعقل) هو =وسوسة شيطان وضعف في الدين!
(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ(18)) [ألمجادله]
فهؤلاء الواثقون بغواية الشيطان بأنها هداية عظيمة هم لا يثقون في هذه الدنيا فقط ولا يحلفون لنا فقط بل يستمرون في هذه الثقة حتى أمام الله!، إنها ثقة مفرطة بهذا الضلال ثقة كبيرة جدا!ً لا يمكن أن يهزها القرآن ولا العقل ولا آيات الله في الأنفس والآفاق، لا تهزها البراهين ولا الأدلة!
تصوروا هؤلاء الذين يبعثهم الله ويستمرون - مع رؤية أهوال يوم القيامة - في هذه الثقة التي يدعمونها بالأيمان المغلطة، ويكادون يخطئون الله نفسه!.. هذه الثقة التي زرعها فيهم الشيطان هي أقوى في نفوسهم من القرآن والعقل وصحيح السنة والبراهين، لذلك لا تستغربوا عنادهم وتكذيبهم بكل برهان.. والآيات تشير إلى أنهم كاذبون، لكن لا يعرفون أنهم كاذبون.. لماذا؟
لأن الشيطان استحوذ عليهم تماماً، سد عليهم كل منافذ المعرفة، فاسمعوا تكلمة الآية
( أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ )(18) لماذا يارب؟ الجواب ( اسْتحْوَذَ عَلَيهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ )
إذن هذا السر!
و(ذكر الله) في الآية ليس الذكر اللفظي، من تسبيح وتكبير الخ، فهذا تفسير الشيطان للذكر حتى يفسده، كلا.. الألفاظ هي مظهر من مظاهر الذكر، أما الذكر (ذكر الله) فهو تذكر الله، أن يكون الله في قلبك. هذه التي أنساها الشيطان لهؤلاء، فالله ليس في قلوبهم، إنما الشيوخ والمذهب والعلو، لذلك عندما تقرأ القرآن فيجب أن تعرف أن ألفاظ القرآن قد وضع لها الشيطان معانٍ أخرى غير معانيه عند الله، تلك المعاني إما محرفة أو مخففة!.. فعليك جهد مضاعف في استخراج معنى الذكر ومعنى الصلاة والصوم والإسلام والكفر والشرك والنفاق ...الخ، معاني الشيطان هي الغالبة اليوم على الثقافة، فالذكر - مثلاً - ليس الذكر اللفظي، وتفسير الذكر بالذكر اللفظي معنى مخفف، غير ما أراده الله، فالشيطان إما أن يحرف المعنى أو ينزله من مرتبته ليفسد.
فالقرآن بناء كامل، تصور الآن لما يتم إنزال أعلى برج خليفة في دبي ليكون القاعدة!.. إلا ينهار البرج؟! فالشيطان يفعل هذا .. أيضاً.
الشيطان لا يترك القرآن مبنياً، ينقل أعلاه أسفله، وأسفله أعلاه! مثلما الشجرة تنكس على أغصانها فتموت! الشيطان يفعل هذا بديننا، بل قد فعل وانتهى.
عندما يقول الله (فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً) فهل ترى أن معنى الذكر هنا هو اللفظي؟
هل تقول في أبيك: سبحان أبي، أبي أكبر ،..؟؟؟!
كلا.. إنما ذكرك لأبيك أن يكون في قلبك.. تذكره دائماً وتتمنى أنه معك في رؤية مشهد أو رؤيته لك وأنت تكرم لنجاحك من الدراسة.. الخ مثلاً.
هذا هو المعنى القرآني للذكر، أن تتذكر الله، وهي غاية كبيرة فوق الصلاة (واقم الصلاة لذكري) فماذا فعل الشيطان هنا؟
أنزل أعلى البرج لأسفله!
فسر لنا الذكر - الذي هو غاية العبادات - بأنه التسبيح اللفظي.. التحميد اللفظي.. التكبير اللفظي، ولو على قطع رأس مسلم بريء! ألا ينهار البرج؟
فالشيطان قد فسر لنا القرآن - عبر الروايات والمذاهب - تفسيراً كاملاً.. وأنت بالخيار، إما أن تأخذ تفسيره أو تعود لتفسير الله لكتابه في القرآن نفسه.
كنت أستغرب - قديما -ً من هم الذين يحلفون لله كما يحلفون لنا اليوم؟ ثم لم أعد أستغرب! فهؤلاء الحمقى تأتيه بكل برهان وهو مطمئن بالباطل تماماً! ثقة مفرطة بالباطل الشيطاني الذي خلطه بالدين أكثر من الثقة بالدين نفسه! ثقة لا تجدها في المؤمن، حتى في إيمانه بوجود بالله، لكنك تجدها فيهم!
استطاع الشيطان – وببراعة - أن يؤسس لهذه الثقة من قديم.. وعلى نار هادئة زرقاء كحبوب الذرة! أسسها بشخصيات وأحاديث وعقائد وسياسات ورأي عام! خلاص!
تصور عندما تطبخ خبز دخن (رَقَش) على نار هادئة رؤوسها كحبوب الذرة! ألا يكون (الرقشة) أكثر تماسكاً ونضجاً وأحلى ذوقاً؟!
هكذا طبخهم الشيطان!
من عنده بعض الهوى المادي ولا يؤمن بوجود الشيطان فلينظر آثاره في العقائد والأفهام والشخصيات! لا يمكن أن يكون هذا طبخة بشرية! هذه طبخة معلم!
ثقتهم في الباطل أكثر من ثقة المؤمنين بالحق، فلذلك قال الله في المؤمنين (والذين هم من عذاب ربهم مشفقون، إن عذاب ربهم غير مأمون) فالمؤمن مشفق ولا يأمن العذاب .. أما هم فيصلون إلى الله بعد أهوال القيامة ويحلفون! ويحسبون أنهم على شيء وهم هناك! ثقة مفرطة! هذه الثقة نراها فيهم اليوم.. هم أهل الحق وأهل الجنة، والباقي في النار، أو يعذبون على الأقل فترة! ثقة مفرطة.. ثقة لا يهزها قرآن ولا غيره.. تأتيهم بقوله
(وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) [ألمعارج]
فلا يأبهون! هم واثقون! مع أن الآية صفة للمؤمنين، فمن صفة المؤمن - المرضي عند الله - أنه مشفق من عذاب الله ولا يأمنه على نفسه، أما هؤلاء فيرون أنفسهم فوق هذه الآية! وبهذه الثقة المفرطة أخرجهم الشيطان من المؤمنين.. فتدبر!
أخرجهم بماذا؟
بأحاديث وعقائد ومدائح مذاهب وهجاء أخرى، هم أوثق بهذه الشيطنة فلا يشفقون!
لمطالعة: "الأصنام المعبودة في القلوب .... والحوصلة الحمراء!" هنا.