بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية،كلمة (اللغة) خطأ!
#الحرية_لحسن_فرحان_المالكي بمناسبة اليوم العالمي للّغه العربيه نعيد نشر ما كتبه فضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي قبل عام وبنفس المناسبه.لقد قامت الايدي الهمجيه والعقول الظلاميه بتغييب فضيلة شيخنا عنا منذ اكثر من شهرين..
سنبقى باذن الله على العهد في نشر فكره وابحاثه عسى ان نساهم خلال غياب فضيلة شيخنا برسالته في محاربة همجية الفكر المتطرف وتعميق اسس الفكر الحضاري المحترِم للبحث العلمي ويثمن غاليا الحريه الفكريه وقيمة الانسان كانسان..
ومن هذا المنطلق نعيد نشر هذا الموضوع.هذا هو المالكي
التغريدات من تاريخ 19/12/2013
تشرّف بجمعها وإعادة نشرها في الموقع "محمد كيال العكاوي"
ما أكثر الألفاظ والمعاني الخاطئة التي سرنا فيها خلف من سلفنا، ومنها لفظة (اللغة)! صحيح أننا استخدمناها معهم، وربما ما زلنا، ولكن كلمة (اللغة) خطأ، فهي من اللغو، وهو الكلام الذي لا معنى له، أو الكلام غير السليم.
القرآن الكريم لم يستخدم المادة (ل غ و) إلا في الكلام المرذول أو الذي لا معنى له ولا يستحق السماع، ولم يستخدم المفردة (لغة) مطلقاً! إنما استخدم القرآن الكريم كلمة ( لسان )، وتكرر (بلسان عربي مبين) و (بلسان قومه) ..الخ، ولذلك أحسن ابن منظور عندما سمى قاموسه ( لسان العرب)!
تتبعوا الجذر (ل غ و) في القرآن الكريم، والذي منه أتوا بكلمة ( اللغة)، وستجدون القرآن يستخدمها في مواضع الذم ولا يعتمدها أصلاً..
وهذه أمثلة:
(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) [المؤمنون : 3]
(وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) [الفرقان : 72]
(وإِذا سمعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وقالوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) [القصص : 55]
فاللغو وأهله من الجاهلين في القرآن الكريم.. وسيأتي أنه لا أثر لهذا اللفظ في الحديث أيضاً، اي لم ينطق النبي بكلمة (اللغة)، أو لم يصح ذلك. بل أشار القرآن لأمر من أهل (اللغة):
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُون) [فصِّلت : 26]
كأن في هذه الآية إشارة إلى خطورة (أهل اللغو/ اللغة) على القرآن الكريم، وهذا ما حصل من أكثر أهل اللغة، فأخرجوا لنا معاني خاطئة لمعظم القرآن.
وقرن القرآن اللغو - وتذكر أن أصل اللغة من هذا الجذر – بالإثم:
(لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا) [الواقعة : 25]
وقرنه القرآن الكريم بالكذب أيضاً:
(لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا) [النبأ : 35]
ولم يستخدم القرآن كلمة (لغة) البتة.. وسنرجع إلى أن تعبير القرآن عما توراثناه من لفظة (اللغة) إنما يعبر عنها باللسان!
ولكن تعالوا لأوائل وأشهر القواميس العربية، فهم على هذا..
هذا الخليل بن أحمد الفراهيدي وكتابه العين أقدم قاموس لساني (ولا أقول لغوي) ماذا يقول:
قال في العين - (ج 1 / ص 363) لغو: الّلغة واللغاتُ
والُّلغونَ: اختلافُ الكلامِ في معنى واحدٍ. ولغا يلغو لغواً، يعني اختلاط الكلام في الباطل، وقول الله عزّ وجلّ: " وإذا مرّوا بالّلغو مرّوا كراما " ، أي: بالباطل.
وقوله تعالى: " والْغَوا فيه " يعني: رفع الصوت بالكلام ليغلّطوا المسلمين.
وفي الحديث: " من قال في الجمعة
.وفي الحديث (إيّاكم ومَلْغاةَ أولِ اللَّيْل) ، يريد به اللغو.
ولاغية في قوله تعالى: (لا تَسْمَعُ فيها لاغية): كلمة قبيحة أو فاحشة اهـ.
والإمام يخطب : صَهْ فقد لَغا " ، أي: تكلّم.
وأَلْغيتُ هذه الكلمة، أي: رأيتها باطلاً، وفضلاً في الكلام وحَشْواً..
وكذلك ما يلغى من الحساب..
انتهى كلام الخليل - وهو أستاذ سيبويه وطبقته - وواضح جداً أن استخدام لفظة ( لغة) إنما تستخدم في الكلام المرذول أو الثرثرة أو الآثم.
إذاً.. فالقرآن الكريم والحديث مع القواميس اللسانية الأولى تورد لفظة (اللغة) في مكان غير ما نتوقعه، فما هو اللفظ القرآني لما نسميه (لغة)؟
سبق وأن قلنا هو اللسان/ أمثلة من القرآن:
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) [إبراهيم : 4]
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ) [النحل : 103]
(بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) [الشعراء : 195]
( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ ) [الروم : 22]
وهذا مبثوث في كتاب الله.
وهذا لا يعني أن اللسان لا يأتي بمعنى العضو، قد يأتي، مثل قوله تعالى :
(أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ(9)) [البلد]
ولكن (اللغة) اسم مستحدث، كما استحدثوا كلمات (العقيدة والصحابة والمذهب وأركان الإسلام وأركان وأركان الخ)، وهجروا كلمات القرآن المباركة. فالشيطان يريد إن يضلنا (ضلالاً بعيداً)، وهو يدخل على جميع الأديان والمذاهب، وجميع التخصصات، فاحذروه وعودوا لما أنزل الله من جميع الوجوه.
وعلى هذا فأول ما يجب على (أهل اللغة)! - في يومهم العالمي ( للغة العربية) - أن يعيدوا لفظة (اللسان) القرآنية بدلاً من لفظ (اللغة) المستحدث، وهذا سهل.. فيقال :
لسان العرب.
لسان الإنجليز.
لسان الحبشة.
لسان الفارسية.
لسان الأتراك.. الخ
على الأقل لا يقال (لغة القرآن)، إنما لسانه.
نعم.. كلنا يخطيء، وقد مر عليّ دهر وأنا أستخدم كلمة (اللغة) تأثراً بالتقليد العام،
ولكن الإنسان متعلم من المهد إلى اللحد، يجب أن يجدد علمه.
(لسان العرب/ العربية) بقي فيه وهم آخر، وهو أن كلمة (عربي / عرب) لا تعني الجنس العربي، وإنما السلامة من العيوب!...
وهذا سنشرحه في مناسبة أخرى إن شاء الله.