• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : أحاديث النواصب المصححة! - الجزء الثالث - .

أحاديث النواصب المصححة! - الجزء الثالث -


                    أحاديث النواصب المصححة!

                          - ألجزء الثالث -


لمطالعة "أحاديث النواصب المصححة! - ألجزء الأوّل -" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أحاديث النواصب المصححة! - الجزء الثاني -" على هذا اللرابط «««

سأتناول في هذا الجزء حديثين أو ثلاثة؛ والموضوع صعب، لتراكم الجهل وغموض العلم، فلا تدري أتطيل أم تختصر.
الحديث الثالث: حديث ابن عمر؛ وسأذكره بسنده ومتنه، وسنده مسلسل بالنواصب، ولكن صححه بعض أهل الحديث - كالألباني وغيره - لعدم مراقبتهم للنواصب ..

الحديث في سنن أبي داود (4/ 94): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ الْعَنْسِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ، فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ؟ قَالَ: " هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ، دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي، وَلَيْسَ مِنِّي، وإنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ! ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ، لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً، فَإِذَا قِيلَ: انْقَضَتْ، تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ، فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ، فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ، مِنْ يَوْمِهِ، أَوْ مِنْ غَدِهِ " اهـ
وهكذا الاستهداف نفسه؛ فالحديث يتحدث عن رجل من أهل بيته (يزعم أنه مني وليس مني ) و( إنما أوليائي المتقون)؛ أمثال جهابذة الفئة الباغية؛ وليس كعلي بن أبي طالب!
الحديث مسلسل بالنواصب، وهو يستهدف الإمام علي بن أبي طالب، ومن نفس الطبقة الشامية الحمصية التي كانت تلعن علياً، ولم يراقبها أهل الحديث!!
هناك إصرار عجيب من نواصب أهل الشام؛ ثم أهل حمص ورجال الفئة الباغية ودعاة النار؛ على نفي أن يكون أهل البيت من المتقين، وأن النبي يتبرأ منهم! والغريب أن هؤلاء الرواة النواصب لا يعرفون التقوى إلا لفظاً، ككثير من أتباعهم اليوم؛ يزايدون في الدين والصراخ بالألفاظ مع تبني المشروع الشيطاني؛ وحتى لا نظلم بالتعميم، نسجل أن بعض أهل الحديث - كابن أبي حاتم - ضعف هذا الحديث؛ بل قال بوضعه، وتبعه مقبل الوادعي في كتابه (أحاديث ظاهرها الصحة)؛ ولكن سبب تضعيفهم له - أو القول بوضعه - ليس ما فيه من تشنيع على الإمام علي - مكراً وتلميحاً - وإنما لأنه لم يثبت سماع العنسي من ابن عمر فقط!
بمعنى؛ أن أهل الحديث - للأسف - لا يراقبون المتن إذا صدر من نواصب كذبة ضد أهل البيت، لكنهم يراقبون الحديث لو صدر من شيعة صادقين في ذم بني أمية.
هذا بلاء عميق جداً، قد تراكمت فوقه الثقافة، ومن الصعب التصحيح اليوم
لن يتبعك على ما تقول إلا القلة، فقد رسخ الشيطان ثقافته وانتهى الأمر. ونؤكد؛ أنه لو ثبت عن ابن عمر وعمرو بن العاص ومعاذ؛ فثلاثتهم لا يبلغون علياً ولا نصيفه؛ أقول لو ثبت؛ لكن نحن نقتصر على سلسلة النواصب في الأسانيد. وقد يكون أهل الحديث معذرين إلى حد ما؛ لأنهم وجدوا الجو الثقافي هكذا؛ أي؛ لا يركز هذا الجو إلا على نقد أحاديث من يحب علياً؛ لا من يبغضه! وهذا له علاقة بمراسيم معاوية الأربعة؛ فاقرءوها:

لمطالعة وتحميل كتاب "مراسيم معاوية الأربعة وآثارها في الحديث والعقائد" على هذا اللرابط «««

وربما بالخلافات السابقة الله ، الله أعلم. لكن المراسيم كان فعالة جداً على الواقع الثقافي. والراوي عن ابن عمر، وهو عمير بن هانيء العنسي؛ قد روى الحديث مرسلاً ، ولكن أبا داود وغيره اختاروا المرفوع، وكان عمير ناصبياً من عمال الحجاج؛ وكان قبل ذلك رسول عبد الملك بن مروان إلى الحجاج عندما وضع المنجنيق على الكعبة وهدمها، ولكنه أخف نصباً؛ فقد كان مع يزيد الناقص ضد الوليد وقتل؛ وكان النواصب الشاميون الأشد نصباً منه يبغضونه، كسعيد بن عبد العزيز وابن أبي الحواري وغيرهما، وأحاديثهم تملأ الكتب!
وعمير بن هانيء كسائر النواصب، لا تفهمهم أبداً؛ يحذر من الفتن ويعمل للحجاج الذي يعترف عمير بأنه نصب على الكعبة أربعين منجنيقاً!
شيء عجيب!
ومن كلامه في تجنب الفتن (طوبى لرجل صاحب غنم إلى جانب علم يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويقري الضيف لا يعرفه الناس ويعرف بتقواه)!
الله الله!
عجيب!
وكان يتفاخر بأنه يذكر الله ولا يخفي ذلك! وعندما سأله بعضهم كم تسبح  في اليوم قال (مائة ألف إلا أن تخطئ الأصابع)! يرون الدين ألفاظاً وثرثرة!
فالثقافة الناصبية النفاقية - كما قلت - ليس المشكلة معها في بغض أهل البيت والأنصار ولعن علي وقطع رأس عمار وهدم الكعبة فقط؛ بل ثقافة كبيرة خادعة؛ الرجل يخشى أن تخطي الأصابع فقط! مئة الف تسبيحة في اليوم؟؟ ما هذا؟ هل سيكون عنده وقت لأوامر الحجاج في القتل والصلب والسجن وقطع الأطراف ؟
المهم، الرجل وإن كان نصبه ليس كنصب المؤسسين، إلا أنه مشارك في مظالم القوم وثقافتهم، وقد قتل ظلماً، قتله مروان الحمار لتأييده ليزيد الناقص؛ والراوي عن عمير هو العلاء بن عتبة اليحصبي، شامي أيضاً، لكنه صالح، لا أتهمه بنصب؛ ولم يؤثر عنه مشاركة في ظلم؛ بل روى في فضل أهل البيت حديث الكساء؛ وأنكر على بني العباس قتلهم الذريع لبني أمية؛ ومعه حق في هذا؛ بنو العباس ظالمون كبني أمية، كانوا يقتلون الصبي والشيخ من بني أمية ممن لا ذنب لهم؛ وأعجبني إنكاره قتل بني أمية؛ هكذا على النسب وليس الذنب الموجب للقتل، كما في تهذيب التهذيب (7/ 340): لقي العلاء بن عتبة الحمصي علي بن أبي طلحة تحت القبة فقال يا أبا محمد: تؤخذ قبيلة من قبائل المسلمين فيقتل الرجل والمرأة والصبي لا يقول أحد الله الله؟ والله لئن كانت بنو أمية اذنبت لقد أذنب بذنبها أهل المشرق والمغرب يشير إلى ما فعله بنو العباس لما غلبوا على بني أمية وأباحوا قتلهم على الصفة التي ذكرها اهـ.
كلامه صحيح ودين؛ وهذا ما قلناه بأن بني العباس ظالمون كبني أمية؛ فبسر بن أبي أرطأة وزياد والحجاج قتل المرأة والصبي؛ وكذلك فعل بنو العباس.
آل محمد غير الصنفين.
وأي شيعي - اليوم - أو دولة يفعل فعل بني أمية وبني العباس فهو مثلهم فاجر؛ لا يعرف أهل البيت ولا عدلهم ولا علمهم وهم منه براء؛ يجب أن يعلم هذا جيداً؛ أما الراوي عنه، عبد الله بن سالم الأشعري فناصبي مشهور؛ (تهذيب التهذيب (5/ 228): قال الآجري عن أبي داود كان يقول أعان علي على قتل أبي بكر وعمر؛ وجعل أبو داود يذمه) اهـ. ولكن أبا داود يرضى روايته في ثلب علي، فأبو داود روى حديثه السابق؛ فلماذا لم يتحرز؟
علي بريء من هذه التهم الناصبية. وقد اتهمه بعض النواصب المتقدمين بمحاولة اغتيال النبي نفسه؛ وقد رددنا ذلك؛ وبعض المعاصرين يقولون : قتل  النبي وفاطمة! وهكذا ، النصب نفاق كاذب؛ وللأسف أن مثل هذا الناصبي يروي له البخاري وأبو داود والنسائي وغيرهم كثيراً من الأحاديث، لا يحذرون من النصب حتى لو علموه؛ كما رأيتم أبا داود.
واختم بقول الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 426) بعد أن نقل قول أبي داود فيه قال: (يعنى أنه ناصبى) اهـ. عند المتقدمين فقر في كلمة (ناصبي)!
أما الراوي عنه فهو أبو المغيرة الحمصي عبد القدوس بن الحجاج، وهو ناصبي، ستجده في  في أحاديث ذم أهل البيت، حريص عليها؛ وقد سبق في حديث معاذ. وأما الراوي عنه فهو  يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي؛ أيضاً ناصبي، وقد أورده ابن عدي في الضعفاء، وأورد من قال فيه ( لا يساوي نواة في الحديث)؛ ولكن أكثرهم وثقوه؛ بل قال فيه بعضهم (نعم الشيخ هو)، على عادتهم في مجاملة النواصب والتشدد على الشيعة. وهذا  السلوك نصب؛ وهو موجود إلى اليوم. وإذا قلت الشيعة في هذه الأبحاث؛ أقصد المحبين لأهل البيت، لا أقصد الشيعة الإمامية ولا الزيدية، وتشويش النواصب بأننا نقصدهم إما تلبيس أو جهل.
والراوي عنه أبو داود صاحب السنن، وفيه نصب أيضا؛ وهو الوحيد من أصحاب الكتب الستة الذي لم يرو حديث الفئة الباغية؛ والكلام فيه طويل؛ ليس هنا مكانه.
الخلاصة أن الحديث مسلسل بالنواصب إلا العلاء بن عتبة؛ وقد خلطوه وكسوه بأحاديث أخرى في الفتن لينفق الحديث، وكثيراً ما يفعلون هذا، من باب المكر.
ومن لطائف النواصب اليمنيين بالشام  أنهم عندما اختلف بنو أمية؛ او ربما بنو أمية وبنو العباس؛ وكلاهما من قريش؛ طمعوا بالملك؛ فوضعوا لهم حديثاً رواه الإمام أحمد في مسنده؛ ونصه: مسند أحمد (28/ 35) حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ الرَّحَبِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ الْمَقْرَائِيُّ، عَنْ أَبِي حَيٍّ، عَنْ ذِي مِخْمَرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِي حِمْيَرَ، فَنَزَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ، فَجَعَلَهُ في قريش وس ي ع ود إ ل ي هـ م قُرَيْشٍ» اهـ !! أي وسيعود إليهم، أي إلى حمير، هكذا بتقطيع الحروف!
وقال عبد الله بن أحمد (وكذا وجدته كان في كتاب أبي مقطعاً، وحيث حدثنا به تكلم على الاستواء) اهـ. اي كان ينطقه هكذا (وسيعود إليهم)!
نواصب اليمنيين في الشام كانوا تحفة!
اليمنيون الموالون للإمام علي - مثل كميل بن زياد النخعي وعلقمة بن قيس وحجر بن عدي والأشتر وعمار - لم يكونوا كاليمنيين بالشام؛ مختلفون مطلقاً.
ليس لليمانية دور في هذا الصدق ولا في ذاك الكذب؛ إنما السر محمد؛ فإن هويت محمداً وآله صلح حالك عقلاً ونقلاً؛ وإن أبغضتهم ساء حالك عقلاً ونقلاً. نعم؛ هوى محمد وآل محمد، ذلك الهوى المنضبط بالشرع  والمحب بصدق والبعيد عن الخرافة والتعنصر والتوظيف، هو مباح ومتاح لكل القوميات والمذاهب؛ فإذا أمرنا بمحبة محمد وآله فلا أبيح لأحد توظيف هذا في نصرة هاشمي ظالم؛ ولا في ذم أموي صالح؛ إنما هو لله وفي الله؛ بعيداً عن التوظيفات والخصومات.


مواضيع أخرى:

لمطالعة "ما لم يدونه التاريخ عن الإمام علي بن أبي طالب" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تغريدات حول الزهراء (ع)" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "هنيئا للشيعة" نموذج للنقد الحديثي عند الشيخ حسن المالكي" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ما مواقف الصحابة في حروب علي؟! - الجزء الأول -" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "سيرة الإمام علي (ع)- ما بعد التحكيم" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الأوّل}"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "سر حذيفة بن اليمان - الجزء الأوّل" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الزيف كان كبيراً في المسلسل الأخير( الحسن والحسين )" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الحزن الطويل للشيعة على آل محمد هل هو مبرر؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لن يصلح هذه الأُمة ما أفسد أولها !"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "معنى الروافض." على هذا اللرابط «««
لمطالعة " لفهم الشيعة"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1684
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28