التواضع.. المفتاح الى المعرفه!
منهج التواضع سهل، تواضع لكل أحد، افهم حجته، ضع نفسك مكانه، جرب أن تحلل أفكاره؛ اي إسأل نفسك: كيف اعتقدها؟ ومن أين أتى بها؟هذه بداية التواضع.
الشيطان يريدك أن تكذب بكل صدق! لتكون أعمق ضلالة وأقنع للسامع وأبعد عن المراجعة.
احذروا من الكذب الصادق المخلص، فهو فخر الصناعة الشيطانية!
الكذب بكل صدق مصدره ضعف المعلومة، وضعف المعلومة سببها التكثر بمن يعرف من غيره، أو التكبر بما يجهل من نفسه، أو العجلة بما لا يضبط من تصرفه.
الكذب بكل صدق هو ما ذكره الله عن بعض الناس:
(فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (30)) [ألأعراف]
هذا الحسبان ممتلئ بالكذب الصادق!
أي أن الكاذب يرى نفسه صادقاً.. فالمشكلة أن معلوماته خاطئة، ولها أثر في الإفساد. ولثقته في (صدق كذبه) ليس مستعداً للمراجعة ولا التساؤل ولا الحوار.
يجب أن يتدرب الإنسان على التواضع، فهو مفتاح المعرفة.
التواضع شاق، وليس خاصاً بالأعمال الجسدية؛ فالتواضع المعرفي يستلزم أن تشك ثم تبحث ثم تقتنع.
لم ندرس يوماً ما منهجاً للتواضع..
ولا الصدق..
ولا الأمانة.
لا يكفي أن تردد (التواضع) لفظاً، ثم تختار من التواضع ما تألفه نفسك وتنفر مما تنفر منه!
بما أن الكبر هو معصية إبليس الأولى - التي فرّع منها كل شر - فلابد أن يكون ضدها (التواضع) على الضد؛ أي مفتاح كل خير وعلم وخلق.
البدايات بسيطة!
الهداية كالثمار الدواني، سهلة المتناول، إلا أنها أبعد عن المتكبر من السماء؛ وأقرب للمتواضع من الأرض.
مسكين المتكبر! لو يستطيع لاهتدى!
المتكبر لا يستطيع الهداية.. أتعرفون لماذا؟!
لأنه يظن أن الهداية تأتي بلا جهد مسبق لتطهير الداخل..
كلا.. فالله ينزه هدايته عن مجاورة الخبث.
القلب المتكبر يشبه الأرض ذات الأخاديد، لا يمكن أن تنزل الطائرة إلا في مكان تم إعداده لنزولها (مطار)، اعدوا المطار ثم انتظروا هبوط الطائرة.
حتى كلمة (التواضع) تكبر عنها الكثيرون، لأنها لفظة قديمة في نظرهم، ويحبون الألفاظ الفخمة الموغلة في الجمال الشكلي.. ولو كانت فقيرة معنى.
تواضعوا.
منهج التواضع سهل، تواضع لكل أحد، افهم حجته، ضع نفسك مكانه، جرب أن تحلل أفكاره؛ اي إسأل نفسك:
كيف اعتقدها؟
ومن أين أتى بها؟
هذه بداية التواضع.
من التواضع ألا تجزم بما لا تعرف، تعلم أن أن تقول عبارات التواضع.. مثل:
لا ادري.
هذا أمر لم أبحثه.
يظهر لي كذا.
اترك الإكثار من الجزم والقطع.. الخ.
للأسف.. لا يقوم التعليم بمثل هذه البدهيات البسيطة، حتى التواضع يعلمونه بكبر!.. يعلمونه لفظاً وينسونه معنى، هم يخشونه منه، لذا يتكبرون حتى في تعليمه!
الشيطان حاسنا حوسة ما لها مخرج، علّمنا الكذب الصادق
والتواضع المتكبر..
والإخلاص المشرك..
والاعتصام المتنازع.. الخ
نحن ضعفاء جداً لأننا تركنا القوي، من اعتمد على ما يتوهمه من قوته الوهمية - التي أقنعه بها الشيطان - وترك توجيه الله القوي العزيز؛ كان ضعفه أكبر مما يتصوره وأخفى من أن يدركه.
العامي أقرب للهداية ممن يظن نفسه صاحب علم، لأن العامي متواضع؛ فأساس الهداية موجود؛ لكن الذين يصدون عن سبيل الله (المتكبرون) قد يضلونه للأسف.