التجربة مع الغلاة تقول: هم غير جادين في إنكار سب الصحابة!
التجربة مع الغلاة تقول: هم غير جادين في إنكار سب الصحابة!
ينقصهم حياة القلوب وليس توفر المعلومات!
من خلال تجربتي الطويلة مع الغلاة؛ أيضاً؛ وجدت أنهم غير جادين في حماية أهل بدر؛ بدلالة حبهم لأكثر شخص قتل في أهل بدر!
من خلال تجربتي الطويلة مع الغلاة؛ هم غير جادين في حب الحرمين؛ لدفاعهم عن من هدم الكعبة مرتين؛ واستباح المدينة؛ واتخد مسجد النبي اصطبلاً للخيول!
لم نقل أن الاكثريات ستتبدل بارتفاع مستوى المتابعين للمعتدلين؛ وإنما قلنا هذا مؤشر فقط على ازدياد الوعي؛ فقط؛ ستبقى الأكثرية مع الغلو والضلال؛ من عادة الغلو والضلال أنه لا ينتهي؛ ولا يتيح له الشبطان التخلى عن الأكثرية؛ والاحتجاج بها؛ وإنما ينقلهم الشيطان؛ بأكثريتهم؛ من غلو لغلو.
لو أصبح أكثر الناس يعقلون؛ ويعلمون؛ وللحق محبين؛ ولا يتبعون الظن؛ لبطلت سنة الابتلاء الإلهي؛ وسنة الله ثابتة؛ سيبقى الابتلاء والتمحيص بالأكثريات؛ كل أكثرية؛ أو قطيع؛ مظنة الضلال؛ وكل أقلية أو مثنى أو فرادى مظنة الهدى؛ هذا مظنة وذاك مظنة؛ أما الدليل فهو في البرهان فقط؛ لا أكثرية ولا أقلية.
من خلال تجربتي الطويلة مع الغلاة وجدت نتيجة تقول: ليسوا جادين في منع تكفير وسب الصحابة؛ بدليل واضح جداً؛ وهو حبهم لأول من سبهم على المنابر!
من خلال تجربتي الطويلة مع الغلاة؛ أيضاً؛ وجدت أنهم غير جادين في حماية أهل بدر؛ بدلالة حبهم لأكثر شخص قتل في أهل بدر!
من خلال تجربتي الطويلة مع الغلاة؛ هم غير جادين في حب الحرمين؛ لدفاعهم عن من هدم الكعبة مرتين؛ واستباح المدينة؛ واتخد مسجد النبي اصطبلاً للخيول!
الغلاة ليسوا جادين في شيء مطلقاً! كل خصوماتهم في قضايا قد ارتكبها بعض سلفهم المفضل؛ لكنهم يتسترون عليها؛ ويزمجرون في من فعل ما هو أقل منها!
لذلك؛ نصيحتي للغلاة وخصومهم والمتوسطين بين المتخاصمين؛ أن يتم إحياء القلوب أولاً؛ حتى تكون الشهادة لله؛ ثم بعد ذلك سيسهل الاتفاق ويتخفف النفاق.
الغلاة هم فئة قليلة؛ تنتسب للسلف وأهل السنة؛ وهم ضد صفوة السلف وضد السنة المتواترة؛ نعم؛ لهم ضجيج كبير ودعايات وتزكية نفس يضلون بها بعض العامة؛ السلف الصالح بحق؛ والسنة النبوية الصحيحة؛ وقبلهما القرآن الكريم؛ كل هذا ضد الغلاة.
نعم؛ صوت الغلاة أرفع بأن كل هذا معهم؛ لكنهم لا يصمدون لحوار جاد؛ ليست المشكلة في توفر المعلومة؛ المشكلة في هذه القلوب؛ القلوب إذا عميت أعمت الأبصار؛ وبلّدت العقول؛ فتجد الشخص قد أُشرب قلبه صنماً وهو يظنه ديناً.
لابد من تربية روحية إيمانية للقلوب قبل اعطائها المعلومات؛ لتكون لله؛ لأن القلوب القاسية؛ العابدة للأصنام الخفية؛ لا تبالي بأي حق يخالف هواها.
من خلال تجربتي الطويلة مع أهل العصبية عرفت لماذا أقوام الأنبياء كفروا وأنكروا الآيات الحسية والمعنوية؛ صرت أفهم تماماً لماذا كفر الكفار! أصبح فهم الكفر سهلاً جداً؛ هو أسهل مما تتخيلون؛ مجرد أمراض قلوب (كبر وحسد) يتبعه كل شيء؛ من سوء تفكير وصمم وعمى؛ ثم اعتداء على صاحب البرهان؛ لذلك؛ الأمة لا يصلحها معلومات؛ ولا ضغوطات ولا مجادلات؛ يصلحها تربية روحية قلبية؛ سابقة على المعلومات والخصومات.
هذا القلب عليه مدار الأمر كله؛ بقدر ما يكون القلب لله سيكون مع الحق والمعلومة الصحيحة والعدل في الحكم؛ وبقدر ما يكون القلب لغير الله يكون النفور؛ مع شراهة وبلاهة وكذب وغضب! لذلك؛ يخطيء جداً من يظن أن البرهان - دون القلب - سيقود المتكبرين للهداية؛ لست أبلغ براهين من الأنبياء؛ وقد كفر أكثر أقوامهم؛ والإنسان هو الإنسان؛ إذا فهم الإنسان نفسه.
أي؛ كيف يتشكل عقلياً وشعورياً؛ ربما يستفيد من المعلومات؛ أما إذا استحوذ عليه الشيطان فيرمي به في وجوه البراهين؛ وبلا رحمة.
الجاهل ينطلق من ظنيات يحسبها مسلمات؛ فيجادل بها؛ وهي تمنعه من التعلم؛ لابد أن يتواضع الجاهل ويشك في مسلماته الخاصة؛ فقد تكون باطلة من الأصل؛ مثل مسلمات: العقيدة / الصحابة/ الإجماع/ الأمة/ الخ
خذ العقيدة مثلا: لا وجود لها في قرآن ولا سنة؛ فاتركها تماما؛ واستعد اللفظة الشرعية = الإيمان؛ ثم تعرف على خصال الإيمان والمؤمنين من القرآن (مثل أول سورة المؤمنون)؛ ثم اختبر نفسك بهذا؛ ثم اختبر الناس؛ وهكذا تتخلص من المسلمات الوهمية:
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿٢﴾ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴿٣﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴿٤﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴿٥﴾ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴿٦﴾ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴿٧﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴿٨﴾ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴿٩﴾ أُولَـئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ﴿١٠﴾ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿١١﴾ } {سورة المؤمنون}
كذلك الإجماع؛ ليس المراد منه إجماع مزاجي لفئة؛ ولا حتى مذهب؛ إنما إجماع كل المسلمين؛ والإجماع؛ عند التحقيق؛ كلفظ وتشريع ليس في قرآن ولا سنة ايضا؛ وكذلك الصحابة؛ مجموعة أطياف؛ واللفظ روائي؛ واللفظ القرآني هم (المتبعون) الصادقون في الانباع؛ ويحصر فئاته في المهاجرين والأنصار؛ بضوابط أيضاً.
المقصود؛ أن الجاهل ينطلق من مسلمات خاصة؛ ثم يجادل بها وكأنها مسلمات شرعية؛ ويستغرب؛ لماذا الناس لا يرون هذا الحق المبين!؟
أخي الكريم؛ راجع مسلماتك؛ لا تمتحن الناس برؤيتك وتربيتك وتجهيلك؛ امتحنهم بالنصوص القطعية الواضحة المجمع عليها؛ وعندها لن يخالفك مسلم؛ أنت تتعب نفسك وتتعب غيرك بلا فائدة؛ ابدأ من القرآن القطعي؛ ابدأ بألفاظه؛ ففيها بركة؛ اختبرني واختبر نفسك بخصال الإيمان التي ذكرها الله في كتابه؛ وليس بعقيدة فلان وفلان؛ عندها سنتفق.
ارجع للخلف؛ لا تتكبر؛ ارجع وتساءل واطلب من الله أن يعلمك؛ ابدأ بنفسك؛ وعندها ستؤثر في الآخر تلقائياً؛ وليس بالضرورة أن تؤثر؛ وإنما أن تتأثر أنت؛ إياك أن تعبد الخصومة؛ اعبد الله وحده لا شريك له؛ الخصومة صنم أعمى أصم أبكم؛ لايهديك لخير؛ عد إلى الله؛ فالفرصة مازالت أمامك؛ (وقل ربي زدني علماً).
إذا أنت استغربت أنني لا أوافقك فيما تقول؛ وأنا استغربت أنك لا توافقني فيما أقول؛ فأين الخلل؟ الخلل في مادتي أو مادتك؛ أو قلبي أو قلبك؛ ايش الحل؟
إذا كان الخلل في المادة فهذا سهل؛ نسددها بالبرهان؛ ولكن إذا كان الخلل في قلبي أو قلبك فلا تطمع أن نتفق أبداً؛ وهذا يعني ضرورة التربية القلبية؛ القلب منبع الخير كله؛ والشر كله؛ والدراسات فيه معدومة؛ والعلم به أهم من جميع العلوم؛ وسلامة القلب هي النجاة؛ ( ...إلا من أتى الله بقلب سليم).