سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الخامس) {خاص بالسلف}"
سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزءالخامس)"
{ خاص بالسلف }
يظن المجرمون الأتباع أنهم سيجدون الثناء والمحبة من سلفهم والشكر على أنهم حفظوا لهم جهودهم ووطبقوا توجيهاتهم؛ كلا، بل سيلعن بعضهم بعضاً؛ سيتخاصم أهل النار من الظالمين وأتباعهم؛ من المستكبرين وأتباعهم؛ من المعتدين وأتباعهم.
الزم الصدق والسلم وخشية الله وانفرد تفلح.
لمطالعة "سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الأوّل)" {ألمقدِّمة}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الثاني) { مفتاح الأنداد }" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الثالث) { جُنْدٌ مُحْضَرُونَ }" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الرابع) { الذنوب بأسماء مزخرفة }" على هذا اللرابط «««
من أعجب المقاطع الحوارية بين القادة والأتباع، حوار بين الخلف والسلف - أي سلف ضال مضل - فالسلف الصالح يجب ضبط معرفته بالقرآن الكريم؛ فمن خالف أوامر القرآن وأمر بقطع ما أمر الله به أن يوصل وأفسد في الأرض فهو من السلف الفاسد؛ ومن أمر بما أمر به الله في كتابه، فهو من السلف الصالح؛ وليس الصلاح بالشهرة ولا المدح ولا كثرة ألأتباع، إنما الصلاح بالبرهان والحجة القرآنية.
ننتقل لهذا الحوار العجيب بين السلف الفاسد والأتباع المفسدين:
{قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ والْإِنسِ فِي النارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39)} [ألأعراف]
وسياق الآيات - قبلها وبعدها تدل على أن هؤلاء القادة هم المستكبرون - وتستطيعون مراجعة السياق، والكبر والاستكبار فتنة عامة لا يلتفت إليها أحد.
{يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي ۙ فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ أُولَٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37)قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ (39) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)} [ألأعراف]
يقول المتأخرون في وصف المتقدمين (سلفهم): (ربنا هؤلاء أضلونا)؛ يكتشفون أنهم كانوا يتبعون مستكبرين أضلوهم عن الصراط؛ وظلموا بهم وانخدعوا لهم؛ فيطلب المستضعفون أو التابعون أو العابدون لهم من الله أن يضاعف العذاب لهؤلاء القادة المضلين - من زعماء وكبراء وقادة رأي - ويكون الجواب مفاجأة: (لكل ضعف ولكن لا تعلمون)!
لا إله إلا الله، فما ذنب هؤلاء المقلدين، إنما هم ضحية...
الجواب: لأنهم كانوا صماً عمياً ..عطلوا نعم الله عليهم.
أنت أيها العامي مكلف؛ لا عذر لك في ارتكاب الموبقات وانتهاك المحكمات الواضحات، فعلاً أو تركاً؛ لا يباح لك ترك الصدق ولا فعل الكذب؛ وهكذا..
أنت أيها العامي مكلف، لست مجنوناً ولا صغيراً ولا نائماً حتى يرفع الله عنك القلم؛ لا تذبح بريئاً ثم تقول : قالوا لي أنه كافر!
وما دخلك به؟ من قال لك أنه يجب بل يجوز قتل الكافر؟ إنما يجب قتل وقتال المعتدي إذا قتل قصاصاً أو دفعاً؛ مسلماً أكان و كافراً؛ والواجب صيانة دم ما سواه؛ فانظر كيف يضل الشيطان الناس ضلالاً بعيداً حتى يظنوا أنه يجب قتل الكافر! ثم يجعلون المسلم كافراً؛ ثم يقتلونه ..الخ
ظلمات بعضها فوق بعض.
كل هذه الظلمات نتيجة إضلال القادة من علماء السوء وعباد الأنداد؛ يحبون قتل من يطعن في أندادهم؛ هذه هي قصة تشريع القتل بباطل على الرأي والدين.
نعود للآيات؛ إذ نجد أن السلف لم يتركوا هذا القول لأتباعهم (ربنا هؤلاء أضلونا) ؛ بل ردوا (فما كان لكم علينا من فضل) ؛ اي لا تتفضلوا علينا.
بمعنى؛ لا تجعلوا اتباعكم لنا وعبادتكم لنا عذراً لكم في التملص من سوء أعمالكم، (فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون) ؛ تنقطع حبال المودة كلها.
يظن المجرمون الأتباع أنهم سيجدون الثناء والمحبة من سلفهم والشكر على أنهم حفظوا لهم جهودهم ووطبقوا توجيهاتهم؛ كلا، بل سيلعن بعضهم بعضاً؛ سيتخاصم أهل النار من الظالمين وأتباعهم؛ من المستكبرين وأتباعهم؛ من المعتدين وأتباعهم.
الزم الصدق والسلم وخشية الله وانفرد تفلح.
لمطالعة "سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء السادس) {أنتم قدمتموه لنا}" على هذا اللرابط «««