تعقيب استدراك وتوثيق على ما ورد في "قرة بن شريك" و "عنبسة بن خالد الأموي"!
تعقيب استدراك وتوثيق على ما ورد في
"قرة بن شريك" و "عنبسة بن خالد الأموي"!
نص ما ورد في الرابط:
[والغريب أن من يعلق النساء بأثدائهن، لا يمنع أهل الحديث من اعتماد أحاديث ذلك اللئيم، بل يبقى ثقة ومن رجال البخاري! فهذا عنسبة بن خالد الأموي من رجال البخاري كان يفعل ذلك ففي ترجمته في "تهذيب التهذيب": أبو حاتم: كان على خراج مصر وكان يعلق النساء بالثدي! والقول فيه تجده في الجرح والتعديل (6/ 402) وفي تهذيب التهذيب - (ج 8 / ص137) ومع ذلك وثقوه ورووا عنه في أصح الكتب عندهم! ما هذا؟!!!!
نعم للأمانة جرحه بعض أهل الحديث، لكن لماذا دخلت أحاديثه صحيح البخاري؟؟ وهو ليس وحده... هناك جملة من أهل الحديث تولوا أعمالاً ففعلوا، مثل قيس بن الربيع ففي تهذيب الكمال للمزي (ج 24 / ص 38) استعمله أبو جعفر على المدائن فكان يعلق النساء بثديهن ويرسل عليهن الزنابير !].
نهابة ما ورد في رابط الفيسبوك.
لمطالعة "نصائح لمحبي د محمد شحرور!"على هذا اللرابط «««
تنبيه؛ كنت قد ذكرت أن قرة بن شريك كان يعلق النساء بأثدائهن؛ والصواب؛ أن من كان يفعل ذلك هو عنبسة بن خالد الأموي؛ أما قرة بن شريك والي الوليد بن عبد الملك على مصر، فكان هو الذي يحضر الطبول والخمر في مسجد الفسطاط ويقول "لنا الليل ولهم النهار" ! وسيأتي التوثيق.
الرابط في الفيسبوك:
لمطالعة "عنسبة بن خالد الأموي من رجال البخاري(نص ما في الرابط اعلى الصفحة)"على هذا اللرابط «««
ففي تاريخ ابن يونس المصرى (2/ 176) (دخل المسجد، ودعا بالخمر والطّبل والمزمار فشرب ويقول: لنا الليل، ولهم النهار؛ وكان قرة من أظلم خلق الله).
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (4/ 409) قُرَّةُ بنُ شَرِيْكٍ* القَيْسِيُّ القِنَّسْرِيْنِيُّ نَائِبُ دِيَارِ مِصْرَ لِلْوَلِيْدِ تتمة كلام الذهبي: ظالم جبار عاتٍ فاسق مات بمصر بعد أن وليها سبعة أعوام أنشأ جامع الفسطاط وكان إذا انصرف منه الصناع دخله ودعا بالخمور والمطربين ويقول : لنا الليل ولهم النهار - يعني الصناع والعمال - وكان جائراً عسوفاً، ... وفيه يقول عمر بن عبد العزيز : الوليد ( بن عبد الملك) بالشام؛ والحجاج بالعراق؛ وعثمان المري بالحجاز؛ وقرة بمصر؛ امتلأت الدنيا والله جوراً ) انتهى النقل من الذهبي مع اختصار.
وكذلك قال الصفدي في الوفيات (24/ 172) ( كان إذا انصرف الصناع دعا بالخمر والطبل والمزمار ودخل بهم إلى الجامع وقال: (لنا الليل ولهم النهار) اهـ
وذكر هذا كل من ترجم له تقريباً.
إذاً؛ فهؤلاء هم بنو أمية الذين كانوا يحرمون الغناء على العامة في بيوتهم؛ ويبيحونه لولاتهم مع الخمور في المساجد!
بنو العباس كانوا ظلمة مستبدين؛ لكن الأمر لم يبلغ بهم ما فعله الأمويون؛ لا هدم الكعبة؛ ولا استباحة المدينة؛ ولا الخمور والمعازف في المساجد الخ؛ لذلك؛ كان عتبنا على الباحثين أنهم يتهمون أهل الحديث بأنهم من شرعنوا لقمع حرية الرأي؛ ثم لا يجرءون أن يذكروا ما ذكره أهل الحديث!
هذا تناقض وخور؛ أي حرية سيقودها هؤلاء وهم يزحلقون كل شيء للعصر العباسي؟
المعلومة مسؤولية؛ إما أن تكون على الأقل - في حرية أهل الحديث - أو لا تزايد.
صحيح أننا ننقد أهل الحديث؛ لكن؛ نقر لهم بمحاسن؛ بل؛ حتى الشاميون الذين فيهم نصب وموالاة لبني أمية؛ كابن عساكر والذهبي؛ ذكروا هذه الجرائم لشهرتها.
المفكرون اليوم موقفهم غريب جداً! أفهم أن يتستر؛ سلفي أو إخواني؛ على جرائم بني أمية؛ لأنهم يغترون بالقوة؛ لكن الباحثين الأحرار ؟!!
لماذا؟
العلم يكون بذكر الحقائق المرة؛ فهي التي تنعش الفرد والمجتمع وتصحيه من غفوته عندما يكتشف أنه يتبع سبيل المجرمين، فيكتشف دين الله بعد ذلك. وحب الفخر قديم، وخاصة الفخر بمعاصي السلف؛ من قتل ونحوه.
كان حذيفة بن اليمان يقول: (إنكم تحبون حلو الحديث وتتركون مره ولا يصلح حلوه إلا بمره)! واليوم المجتمع العربي والإسلامي منفوخ جداً بالفخر بالماضي؛ وتحتاج هذه البالونات أن تنفجر وتعود صاغرة؛ حتى تتواضع؛ فلا حضارة مع كبر وغطرسة وجهل.