تعقيب على مقابلة المفكر / د سيد القمني!
تعقيب على مقابلة المفكر / د سيد القمني!
سأفتح لاحقاً موضوع المفكر / د سيد القمني؛ ذلك الرجل الباحث الصادق مع نفسه، المظلوم في مجتمعه مصر؛ والرد على من كفره من مقلدة أهل المذاهب.
سأفصل لاحقاً؛إلا أن الذي لفت نظري في كلام الشيوخ والمستشارين والدعاة الذين كفروا ( د/ سيد القمني) أنهم لا يعرفون معنى ( الكفر ) ولم يحرروه. ولو أن د سيد القمني كان متدبراً بقوة للقرآن الكريم لأفحمهم بسؤال واحد؛ وهو: ما هو الكفر؟ وفي القرآن الكريم.
هم عندهم الكفر بالمعنى المذهبي فقط؛ الكفر في القرآن الكريم لا يمكن أن يكون الشك ولا الجهل بالشيء ولا الاحتمال؛ كلا؛ الكفر في القرآن - وتسنده اللغة - هو الجحود والتكذيب بعد علم ويقين.
كان الرجل - د سيد القمني - صادقاً مع نفسه؛ وهم يريدونه أن يكذب وأن يخبر بخلاف قناعته ليبقى مسلماً!
شعارهم: اكذب تُسلم وتَسلم. وليس: أصدق تُسلم وتفلح.
مشكلتنا - كما قلت وكررت - :لم نحرر معاني الألفاظ؛ لفظ ((الكفر)) لا يتعلق بالمعلومة؛ إنما يتعلق بالقلب = أن تجحد ما تعلم أنه حق؛ وهو لم يفعل؛ بل كان محاوروه هم الذين (يغطّون ما يعلمون من حق)؛ ويتكلفون ويتعسفون ويتمحلون.
من نظرات الرجل ومنطقه واحتمالاته؛ تعرف أنه صادق؛ وأنهم ....!!
الصادق لا يمكن أن يكون كافراً؛ يمكن أن يكون مخطئاً 100%؛ لكن لا يكون كافراً أبداً.. هذا الكلام يعرفه من بحث معنى الكفر في القرآن واللغة؛ لقد تعرض د سيد القمني لمحاولات تهديد ووعيد عبر التكفير؛ كان يتحاور مع اثنين؛ كان مؤدباً متسائلاً باحثاً معرفياً؛ حتى لو أخطأ في بعض النتائج؛ وكان محاوراه علماء بالخطاب والفقه المذهبي ، جهلة بالقرآن وتحرير الألفاظ؛ مع أن الملتحي (الأساسي) منهما أفضل من الحليق (الاحتياط الشيطاني).
كان الحوار في حلقتين؛ في قناة القاهرة والناس؛ وكان المذيع طوني خليفة - وأظنه مسيحياً لبنانباً - يزايد أحياناً؛ فاكتشفنا فريقاً احتياطياً أخيراً.
من الحلقتين عرفت الرعب في مصر؛ مصر العقاد وطه حسين ومحمد عبده والزيات .... أصبح الباحث الصادق مع نفسه في حالة رعب ، خوفاً من التصفية الجسدية.
أنا أخالف بعض أو أكثر أفكار د سيد القمني 100%؛ ولكن وصمه بالكفر مع تلك المحاكمة الجاهلة - التي تفتقد لمعاني الألفاظ - كان محزناً ومؤسفاً.
أسأل إخواننا من فقهاء ودعاة مصر: كيف تعرفون أن فلاناً كافر؟ هل لأنه جهل أمراً أو تأوله؟ أم لأنكم شققتم عن قلبه وعرفتم أنه جحد ما يعتقده؟
لابد أن تعرفوا الكفر؛ لم يجعل الله في كتابه الكافر من جهل؛ إنما من جحد وعاند واستكبر عن حق يعرف هو أنه حق؛ هذا هو معنى الكفر في القرآن.
كل إجابات الرجل (د القمني) بين جهل وتأويل؛ أصاب في بعضها وأخطأ في بعض - وكل هذا من نظرنا طبعاً - لم يكابر فيما رأينا؛ لكنه خاف من القتل.
كنت أقرأ إجابته من توقفه وحيرته؛ وهم يقرءون كفره من توقفه وحيرته؛ وشتان بين الأمرين.
الله لا يشجع على النفاق ولا الكذب؛ بل يأمر بالصدق؛ فافهموا.
أنتم تدفعون القمني وأمثاله من االباحثين نحو النفاق والكذب؛ تريدونه أن يكذب؛ وهو يريد إجابات.. أنتم لم تجيبوا على استشكالته إجابات مقنعة أبداً؛ لماذا قال الله ( لا إكراه في الدين)؛ لأن الله غني عن العالمين أولاً؛ ولأنه لا يبحث عن المنافقين الكذابين ثانياً..
أنتم هل تؤمنون بهذين الأمرين؟
إذا كنتم تؤمنون بهما - والخطاب للأخوة من فقهاء ودعاة مصر - فلماذا تدفعونه دفعاً ليدفع عن نفسه القتل؟ هو عنده إجابات ، لكنه خائف من جهلكم بها؛ لم أر مناظرة؛ ولا حواراً؛ رأيت مشهد رعب في ساعتين؛ تحقيق وأسئلة داخل ضيق المذهب وليس في سعة الإسلام.
هل تعلمون معنى الإسلام في القرآن؟
لا أظن.
الإسلام في القرآن؛ (إقبال + تسليم بما تقتنع به من المعلومات الصحيحة+ عمل صالح ينعكس عن ذلك التسليم)؛ وقد توسعنا في هذا في مقالات سابقة. وفي تلك المقالات عن (الإسلام في القرآن والإسلام في الحديث) ذكرنا أن بعض الأحاديث الصحيحة في الصحيحين تتوافق مع تعريف الإسلام هذا، وبعضها لا.
د سيد القمني باحث من طراز نادر؛ صادق مع نفسه؛ وعندما اقول صادق مع نفسه لا أعني أنه مصيب في الإجابات؛ لكنه صادق مع نفسه ، يريد المعرفة والمعلومة.
الباحثون الأحرار في العالم الإسلامي قليل جداً؛ لا أذكر الآن إلا ثلاثة؛ أدونيس؛ وأركون؛ وسيد القمني. هم باحثون صادقون مع أنفسهم؛ وافهموا قصدي.
الباحث الصادق فائدته كبيرة على الفكر؛ إنه يدفع العقول للبحث عن الإجابات المقنعة؛ القمع والتهديد والتخويف لا يصنع العقول ولا يدعم الأديان.
لو كان يتاح لي السفر، لطلبت من طوني خليفة، أن يجمع المحاورَين معي، ونحرر الألفاظ الأكثر شيوعاً كالكفر والإسلام والنفاق والشرك... ومن القرآن.
مصيبة الدين في فقهاء المسلمين وعلمائهم ودعاتهم؛ الدين دين الفطرة والمعلومة والتساؤل والبحث والصدق والحرية ؛ وليس ما نراه من أضدادها للأسف.
لو شرحنا الإسلام من القرآن لقل عدد الكفار من (( الكفار))؛ وكثر عدد الكفار من (( المسلمين))؛ لأن الكفر يدور مع الجحود والكذب؛ وليس مع الصدق.
كل صادق مع نفسه لا تسمونه كافراً؛ سموه إنساناً، من الناس، من بني آدم؛ لأن الكفر لا يتحقق إلا بعد علم منا أنه جحد وعاند؛ وليس معه إلا هذا فقط؛ وقد شرحنا معاني الكفر ( الكلي والنسبي ) سابقاً؛ ومن القرآن؛ ومعنى الشرك ( وأنواعه من القرآن)؛ ومعنى النفاق؛ ومعنى الإسلام ...الخ:
لمطالعة "معنى الإسلام."على هذا اللرابط «««
لمطالعة "معنى الكفر"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "معنى الشكر."على هذا اللرابط «««
تستطيع أن تعرف الصادق من إجاباتك أنت، إن صدقت؛ فإذا استطعت أن توجد له إجابات مقنعة ثم كابر فهو كاذب؛ وإذا لم تستطع فأنت العاجز وهو معذور. وبما أن إجابات محاوري د سيد القمني إجابات خطابية تقليدية عصبية إلا ما ندر؛ فلا يحق لهم الغضب عليه فضلاً عن تكفيره؛ إنما عليهم الاعتذار وبس.
نعم؛ أغلب من يسارع في التكفير هو نتيجة لعجزه عن الإقناع؛ فيحمل الإسلام جهله وعصبيته وقمعه للأسئلة؛ لذلك يظن الشباب أن الإسلام هم أنتم؛ فيكفرون.
ومن التواضع والعلمية والصدق أن تكون أنت صادقاً؛ فتقول: هذا السؤال أعرف جوابه؛ وهذا السؤال لا أعرف جوابه..
أنت أيها الفقيه؛ يجب أن تكون صادقاً؛ ليس كل الإشكالات نعرف جوابها؛ قد نعرف بعضها؛ ونؤمن ببعضها كما هي من باب التسليم؛ وأن فوق كل ذي علم عليم؛ فلماذا يتكلف هؤلاء الإجابة على كل سؤال؟
إجابتك على ما لا تعرف هو كذب منك وجهل وعصبية..
قل : لا أدري.
قل: أنا مؤمن، وسؤالك ابحث عن إجابته عند غيري..
ما الضرر في ذلك؟
لست ناطقاً باسم الدين؛ يجب أن يشعر الباحث والشاب أنه (حر)؛ وأن حقوقه محفوظه؛ ودمه وماله وعرضه حرام أن يلحقه أذى؛ حتى لو ألحد أو أنكر النبوة أو المعاد؛ والقرآن على هذا؛ هذه أكبر دعاية للإسلام؛ ودعاية حق وليس تكلفاً؛ فالآيات تنطق بهذا؛ وسيرة النبي مع المنافقين والمستهزئين بالله ورسوله وآياته معروفة؛ لم يلحقهم أذى؛ وقد فصلنا هذا في كتاب (حرية الاعتقاد في الكتاب والسنة؛)؛ تجدونه في موقعي؛ لكنه ممنوع من دخول البلد للأسف؛ وكل كتبي ممنوعة؛ حتى لو في أنواع التمور.
لتحميل كتاب "حرية الاعتقاد في القرآن الكريم والسنة النبوية"على هذا اللرابط «««
مواضيع أخرى:
لمطالعة "الإسلام الإلهي تم إبعاده عن الساحة من القرون الأولى..."على هذا اللرابط «««
لمطالعة "عالمية القرآن - الجزء الاول"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "قواعد في ضبط التكفير ( الشيعي والسني)الجزء الاول"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "المسلمون يضيعون غايات الإسلام!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "متى يكون الإسلام المذهبي كفراً؟؟"على هذا اللرابط «««