المعيار السياسي للمذهب سبب الشقاء!
المعيار السياسي للمذهب سبب الشقاء!
لمطالعة "المذاهب المشهورة والوسطى والمنقرضة!"على هذا اللرابط «««
ومن المذاهب غير المشهورة:
مذهب الإمام الهادي يحيى بن الحسين (298هـ)؛ معاصر للطبري والنسائي وابن خزيمة؛ مدني، وانتقل لصعدة وحكم شمال اليمن .
ومن المذاهب غير المشهورة؛ مذهب داود بن علي الظاهري (270هـ)؛ بغدادي ، عاصر أصحاب السنن. كاد أن ينقرض؛ لولا ابن حزم الأندلسي ( 456هـ).
ومن المذاهب التي اشهرت ثم تقلصت ولم تنقرض، مذهب إسماعيل بن جعفر الصادق (131هـ)؛ مات قبل أبيه على المشهور، وتنتسب إليه الإسماعلية.
ومن المذاهب المنقرضة؛ مذهب الحسن البصري (110هـ)؛ مذهب الأوزاعي (159هـ)؛ مذهب الثوري (160هـ).. دخل مذهب الثوري في من بعده؛ كالشافعي والحنبلي.
هذه المذاهب نقصد بها المذاهب الفقهية لا العقائدية؛ أما عندما تريد المذاهب العقائدية؛ فتتغير أغلب أسماء هذه المذاهب؛ فالشافعية والمالكية في الفقه؛ إذا أتى اسمهم العقائدي يقال أشاعرة؛ والحنبلية في الفقه سلفية في العقيدة؛ والحنفية ماتريدية؛ والجعفرية إمامية.. وهكذا..
وبعض المذاهب يكون الاسم واحداً في الفقه والعقيدة، لا يفترق الاسم الفقهي عن العقائدي أو الفكري؛ كالزيدية والظاهرية، اسم واحد، فقهاً أو عقيدة؛ وهناك مذاهب اشتهرت بالعقيدة أكثر من اشتهارها بالفقه؛ كالمعتزلة، كانت مذاهبهم الفقهية إما حنفية أوشافعية أو زيدية؛ ليس فيهم مالكي ولا حنبلي..
وبعضهم يكون مذهبه فرعاً؛ لكنه يشتهر به؛ كالهادوية؛ نسبة للإمام الهادي الهاشمي الصعدي (298هـ)، لكنه فرع من الزيدية؛ بينهما اختلافات في الفروع.
والمذاهب الكبرى تكون عقائدية سياسية؛ كالشيعة والسنة؛ فهذه دوائر كبرى؛ تحت كل مذهب مذاهب؛ فالشيعة مثلاً؛ يدخل فيهم الإمامية والزيدية والإسماعلية؛ والسنة - من حيث العنوان العام - يدخل فيهم المذاهب الأربعة؛ والمذاهب العقائدية للسنة تشمل كل من ليس شيعياً؛ كالأشاعرة والمعتزلة والخوارج والنواصب.
وجوب تحرير من هم أهل السنة:
وبما (أن أهل السنة) في إطلاقه العام، يشمل كل من ليس شيعياً، كالخوارج والنواصب والجبرية فوجب التحرير والبيان.
قال ابن تيمية في منهاج السنة (2/ 221): (فلفظ أهل السنة يراد به من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلا الرافضة).
ومن المعلوم؛ أن الذي يثبت خلافة الثلاثة هم كل الطوائف إلا الشيعة؛ وعلى هذا يدخل في هذا العنوان العام الخوارج والنواصب والمجسمة والجبرية الخ؛ فلذلك؛ إذا قال بعضهم أنا سني، فهذا العنوان العام.
إذا؛ يمكن أن يكون مذهبه الفرعي خارجياً أو ناصبياً أو جهمياً أو أشعرياً أو معتزلياً ..الخ..
كلام ابن تيمية هو ما جرى في الواقع؛ أي؛ أن مبدأ نشأة السنة، ليس على أساس (السنة النص)؛ إنما كانت السنة هي الرأي السياسي العام. ولو كانت (السنة) نتيجة للنص، لما اشتملت على الطوائف المتعادية؛ التي لا يجمعها إلا (الإقرار بخلافة الثلاثة) كما قال ابن تيمية. فهو المعيار.
فالمعيار الحاسم (الإقرار بخلافة الثلاثة) هو معيار سياسي لا نصي. أما المعيار النصي؛ فهو أن يكون خلقك القرآن كرسول الله صلوات الله عليه وآله؛ وهذا المعيار السياسي (الإقرار بخلافة الثلاثة)؛ ولا ذكر (للرابع) في كلام ابن تيمية، هو ما جعله يحشر بني أمية في (أهل السنة)؛ مع أنهم نواصب.
فأول تجديد يجب أن يكون في المعيار؛ فالمعيار السياسي معيار باطل؛ لم يكلفنا الله به ولا رسوله. أما المعيار النصي؛ فهو اتباع القرآن؛ كفعل النبي. وكل محاولات ترقيعية لفك الاشتباك بين السلفية والأشاعرة وتنازعهم على (السنة) لا تجدي، لأن المعيار باطل من أصله، والسبب فيه سياسي لا ديني..
والمعيار النصي (إن أتبع إلا ما يوحى إليّ) معيار رحمة؛ فيه تتحقق رحمة القرآن ورحمة النبي (وما أرسلناك إلا رحمة)؛ أما المعيار السياسي فمشقة.
معيار الرحمة لا يحرم أحداً من نصيبه من الإسلام والسنة، ويترك لله تقييم إيمانه؛ أما المعيار السياسي؛ فلا يرحم حتى أصحابه؛ ويبقيهم في شقاق بعيد.
كان ابن تيمية دقيقاً عندما قال (يراد به من أثبت خلافة الثلاثة)؛ و (قد يراد به أهل السنة المحضة)؛ أي؛ قليلاً ما يراد أهل السنة المحضة. ثم (أهل السنة المحضة) أصلها سياسي عند التحقيق، ولذلك؛ يضلل بعضهم بعضاً؛ حتى فرق السلفية؛ يضلل بعضهم بعضاً..
فالمشقة موجودة مع المعيار السياسي؛والحل؛ كما قلنا؛ العودة للمعيار النصي (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم)؛ بلا نتقاء ولا مخاصمة ولا ترتيب بشري؛ خذوه بترتيب من أنزله؛ لا ترتيبكم؛ فمن جعل الخصومة في الصفات والتاريخ أهم من الصدق والعدل وكرامة الإنسان؛ فقد أمات ما أراد الله إحياءه وأحيا ما أحياه البشر، وبهذا ليس سنياً؛ بل من قدّم الصلاة والصوم والحج على غاياتها (كالذكر والتقوى)؛ فقد أخلّ بترتيب الله للأوامر؛فأحيا الوسائل وأمات الغايات، وهذه مفارقة للسنة.
لمطالعة "الناس يفهموننا خطأ في موضوع الحديث!"على هذا اللرابط «««
السنة النصية أن تفعل كما يفعل النبي؛ أي؛ تتبع ما أنزل الله؛ حتى في (ترتيب المسائل)؛ من حيث الاهتمام بـ (الغايات) قبل (الوسائل).
هذه هي السنة.
السنة ذات المعيار السياسي (ونتيجة الفعل السياسي) متعبة؛ وهي أشبه بالعزوات القبلية؛ بينما؛ السنة ذات الأثر النصي (القرآني والرسولي) مريحة؛ الاعتزاء القبلي يعتزي بالقبيلة الكبيرة؛ ثم البطن ثم الفخذ ثم البيت ثم العائلة وهكذا .. ويبقى قلقاً؛ وكذلك السنة ذات المعيار والأثر السياسي؛ وعلى العكس السنة الحق (اتباع ما أنزل الله كما كان النبي يفعل)؛ هذه تخلق في نفسك التواضع والنفور من الكبر والعنجهية والاعتزاءات التفصيلية.
مواضيع أخرى:
لمطالعة "الإسلامي بالمعنى القرآني والإسلامي بالمعنى المذهبي"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "المساجد لله...أو للمذاهب والدول؟ "على هذا اللرابط «««
لمطالعة "من ظن أن الله يُخدع بألألفاظ فقد جهل ربه"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "صلاة مقطوعة الرأس!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أهل السنة و آل محمد ... كيف تمكن النواصب من التفريق بينهما؟"على هذا اللرابط «««