المناظرة القادمه .. مفهوم اخر
بعد الهروب الكبير لغلاة السلفية وتسليطهم الصغار وبأسماء مستعارة يطالبون بمناظرات
اتضح لعقلاء الجمهور من هو الجاد ومن الماكر والمخادع , وبعد هروب غلاة السلفية وفي قنواتهم ثم عملهم على منعهم مناظرتي مع العقلاء السلفيين كالعوني . أتاني عرض من غلاة الشيعة للمناظرة فوافقت! فقد أتاني اليوم عرض من الشيخ حسن الله ياري صاحب قناة أهل البيت للمناظرة بعد أن عجز غلاة السلفية عن مناظرته فرافقت من حيث المبدأ ..
واشترطت أن تكون هناك حلقات تمهيدية عن الكفر والإيمان ونسبيتهما من القرآن الكريم وهو المستوى الذي كان يجب على غلاة السلفية أن يدركوه قبلاً .. والهدف عندي من هذه المناظرة أن يلتقي المذهبان على منطلقات قرآنية أولى فالقرآن شبه مهجور يتم اتخاذه للتخاصم وليس للتعلم وبهذا أرضي ضميري
وكنت من باب الدعابة قد سألت الأخ المتصل ( من هو حسن الله ياري؟ هل هو ناصبي حتى أناظره؟!) فقال : لا ... هو يرى كفر أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة! !!!! وعلى كل حال: أجبت بالموافقة من حيث المبدأ، بعد مقدمات من القرآن الكريم واستخراج نظريات الإيمان والكفر منه من حيث الإطلاق والنسبية.
وأقول للجميع ما أقوله في كل وقت هناك اختلاف مخيف بين المسلمين ولا سبيل إلى تقريب وجهات النظر وتوسيع دائرة الظن إلا بالحوار العلمي الهادف لابد من حوارات ومناظرات نتعلم منها بعد أن تخلفت المؤسسات الرسمية عن هذا ولي منهجي الحواري المعتدل مع السنة والشيعة إذا رأيت منهم الجدية , لا يجوز لمن عُرِضت عليه مناظرة مع شخص أن يرفضها إذا كان يرى أنه سيفيد فهذه أمانة , ولا يجوز أن نعبد شيعة ولا أهل سنة. وأن نتعلم عبادة الله .
أنا لم أطلب مناظرة مع السلفية ولا مع الشيعة لكن من طلبني سأعبر عن قناعتي، وليصبر الجميع فقد يكون رأيي محرجاً لهؤلاء وهؤلاء.وفق الله المسلمين للالتقاء على الحق الأعلى المطلق
والتسامح في الظني والترجيح , ولكن هذا الحق الأعلى يحتاج إلى بيان , والمناظرة خير سبيل لبيانه , أرى أن القرآن فيه مشتركات يمكن أن يتفق عليها أغلى غلاة الشيعة , وأغلى غلاة أهل السنة بل هو يؤسس للوحدة بين المسلمين , حتى في ( الصحابة).
مجانين السنة والشيعة يغفلون ( النسبية) ويضيقون الظن والترجيح إلى القطع مع أنهما الأصل فيكثرون من القطعيات المتصادمة , فيتصادم بها المسلمون. بالطبع غلاة السلفية لا يستطيعون لا مناظرة سني ولا شيعي ولا كافر ولا مسلم , هم هكذا من القرن الثاني إلى اليوم , لذلك فهم أعجز البشر علماً ومعرفة , لذلك أنا أحترم كل ذي عقل وشجاعة في طرح رأيه مهما كان , الا أقيس الناس من (معلوماتهم) إنما من (أخلاقهم المعرفية) , كل معرفة بلا أخلاق معرفة وهم.
ومن أهدافي في المناظرة كسر هذا الجمود المذهبي بأن يتعلم الشباب ( من سنة وشيعة) طريقة جديدة في الحوار والتواصل بغض النظر عن ( المعلومات) , بمعنى أن تخترم الإنسان كإنسان مادام أنه يحترمك وترى فيه تلمساً للإنصاف , هذه الأخلاق في التعاطي المعرفي مع الآخر لعلها تكون أهم من النتائج , لأن النتائج ( كمعلومات) ليست أساسية بقدر ( النية في الحصول على المعلومة الصحيحة) , ولذلك فـ(القلب السليم ) مقدم على (العقل السليم) يوم القيامة , بل مدار الثواب والعقاب على ( القلب السليم) , وليس على ( العقل السليم) , ولا ( المعلومات السليمة)
القلب هو الأساس، وهو الذي اهتم الشيطان بإماتته!
لو استيقظت ( قلوب المسلمين) لما كان هناك مشكلة في ( المعلومات) , فالتناقض ( المعلوماتي) مع اليهود والنصارى أبلغ .. ومع ذلك أمورنا صالحة معهم! إذن فالمعلومة ليست سبب هذا التنازع والكراهية ودق الطبول .. وإنما (القلوب) .. القلوب عندما تعبد البشر , وعندما تستشرب العجل المذهبي والسياسي.
لم أكن حريصاً على مناظرة الشيعة ولا غيرهم , كنت دائما أحرص على الحوار الداخلي , حوار داخل كل مذهب , لكن من الذي قال لهم يتصلون يطلبون مناظرة؟!
على العموم اتمنى أن يكون فيها إضافة , وأنا من جانبي لن أدافع عن خطأ ولا معصية , لكن تسمية هذا الخطأ كفراً وإخراج صاحبه من الإسلام هو ما نحاربه , والتفصيل يطول لكني أرى أن الشيعة والسنة يحتاجون مثل هذه الحوارات , ولعل أهم ما فيها التذكير بالمشتركات وكيفية التعامل بين المذاهب ... وهو عظيم .