الشيخ علي قاسم الفيفي ..
وعدناكم بالكتابة عن الشيخ علي بن قاسم الفيفي قاضي فيفاء السابق، مع اعتذارنا له بسبب الإشاعة التي شاعت عن وفاته
أدركت رجال فيفاء الثلاثة الذين كان على أيديهم نهضة فيفاء شيخها حسن بن علي الفيفي وقاضيها علي بن قاسم الفيفي ولسانها حسن بن فرح الفيفي.
أما الشاعر حسن بن فرح الفيفي فقد توفي رحمه الله وكتبت عنه وأما حسن بن علي الفيفي -الشيخ السابق- فقد توفي ولم أكتب عنه يومئذ، لأسباب معروفة
أعني بالأسباب المعروفة الإيقاف المتكرر عن الكتابة وعدم توفر النت تلك الأيام. وأما الشيخ علي بن قاسم الفيفي، فها أنا أكتب عنه الآن.
وليس من المستحسن أن أسرد سيرته فهي طويلة، وهذا رابطها من كتابه ابنه عبد الله لمن شاء
وإنما سأتحدث من زاويا أخرى.
الشيخ علي بن قاسم -وهو الآن في السابعة والثمانين سنة- كان يحب فيفاء ويحرص على تطويرها.. وما زلت أذكر له عام 1405 هـ قصة ربما يجهلها الكثير
في عام 1405هـ تقريباً زار أمير جازان السابق فيفاء ( هيئة التطوير) - وكنت يومئذ في كشافة ثانوية فيفاء- وألقى كلمة أهل فيفاء فما أبقى شاردة.
تحدث يومئذ عن احتياجاتهم في الماء والكهرباء والطرق والتعليم وكل شيء وأطال في الكلمة جداً حتى مللنا لكنه أراد أن يبقيها ( وثيقة) للتاريخ.
كان الحفل في هيئة تطوير فيفاء - ولعل الكلمة محفوظة إلى اليوم- كنت أظن أنه سيرحب ويمدح كسائر كلمات المواطنين إذا زارهم مسؤول كان مختلفاً.
فهذا الموقف وإن مللنا منه يومئذ إلا أننا أكبرناه لما كبرنا.. كان الثلاثي ( حسن بن علي وعلي قاسم وحسن فرح) لهم الفضل بعد الله على أهل فيفاء
بعد سنوات ( أظن عام 1416هـ) تواصلت معه بالهاتف أسأله عن تاريخ فيفاء وبني مالك ( وهو مهتم بهذا الجانب ) فأطال معي في الشرح رغم أنه لا يعرفني
ثم تفضل بعد ذلك وزارني في الرياض وأهديته بعض الكتب المطبوعة حديثاً ( التي تتضمن معلومات وصور عن فيفاء) ثم زارني في بني مالك بعد ذلك.
وكان معه في تشريفه لي أخوه الشيخ سليمان ( قاضي تميز أيضاً، قضة في الشارقة بالإمارات دهراً) وحسن فرح الفيفي وغيرهم، ثم دعونا إليهم.
وأجبنا دعوته أنا والوالد رحمه الله فالعلاقات بيننا قوية لا يضرها بعض أبناء الشيخ ممن اختطفتهم المذهبية والحزبية.. فنحن نعرف الفضل لأهل الفضل
وهنا درس.. وهو أن بعض الأبناء قد يفسدون سيرة والدهم بالزعم أنه كان على منهج الغلاة والحزبيين مثلهم.. كلا .. كان أعلى من المذاهب والحزبيات.
على كل حال: الشيخ علي بن قاسم الفيفي له حقوق على أهل الجبال جميعاً والتقصير حاصل، والدنيا صرافة.. ولعل الله ييسر اللقاء قريباً.
الشيخ علي قاسم الفيفي وأخوه الشيخ سليمان قاسم الفيفي قاضيا تميز، وكل منهما نسيج وحده.. ويا ليت أبناء فيفاء وبني مالك يستفيدون من نهجهم.
ليس فيهما حب المشيخة ولا التكلف والتصنع ولا الغلو المذهبي .. موظفان لقواطع الإسلام يتواصلون به مع الناس. فهل يحافظ أبناؤهما على هذا النهج؟
أحدهما قال لي نحن لا نطبق بيننا على المستوى العائلي ما يطبقه أهل نجد يعني من حجاب عن الأخ ونحوه.. وفيهما ألم لهذا التشدد لكنهما حليمان.
وأخبرني الشيخ علي قاسم في بعض المناسبات أنه ذات مرة أركب معه امرأة قد لفحها شمس الهجير، غرب فيفاء قال الشيخ علي:رأيتها في الشمس وتجازوتها
ثم بعد أن وصلت أعلى رجعت إليها وقلت لها: هل تريدين أن تركبي؟ قالت نعم فركبت في المرتبة الخلفية وعرفته واستراحت لأنه القاضي وعمله فتوى مقبولة
سلوك الشيخ علي قد فعله النبي نفسه عندما أناخ بعيره لتركب معه أسماء بنت أبي بكر - وكانت تجلب النوى لفرس زوجها الزبير- لكنها تذكرت غيرة الزبير
هذا السلوك الإنساني من النبي أولاً الذي هو قدوتنا وقدوة الشيخ علي قاسم يرفضه الغلاة اليوم، ويرونه تفريطاً، وملؤا القلوب بالشكوك والأوهام.
لذلك أرجو من عقلاء أبناء الشيخ وهم كثير، أن يحافظوا على منهج الشيخ في حياته وبعد وفاته- حفظه الله وشفاه. وألا يحرفوا سيرته تقرباً للغلاة.
التاريخ يموت هكذا.. عندما يأتي تلاميذ غلاة أو أبناء غلاة ويسجلون عن شيخهم أو والدهم ما ليس من فقهه ولا نهجه وقد فعلها الغلاة مع النبي نفسه
التاريخ هكذا يأتي بعض الحمقى ليضموا قدوتهم أو شيخهم إلى رأيهم ولا يكونون مؤتمنين لا على نقلها وأنا أثق أن العقلاء من أبنائه أغلبية.
بهذا التزوير لسيرة النبي ثم سيرة صالحي الصحابة والتابعين ومن بعدهم بهذا التزوير ضاعت الرخص وضاقت السعة وانتشر التشدد والغلو والنفاق.
طبعاً الآباء ابتلوا ببعض أبنائهم ما من بيت دخله فكر الغلاة والمتحزبين إلا أحالوه أنصافاً أو أثلاثاً.. والقصص لا تحتاج لشرح كل بيت له قصة.
وهذه المزايدات التي تحصل من بعض الأبناء على آبائهم قد حصلت من بعض الصحابة على نبيهم كما في الآية(لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم) أي لشقيتم
ولذلك ليس من الغريب أن يظهر لبعض الصحابة أبناء قتلة كعمر بن سعد بل ولا أن يظهر لبعض الأنبياء أبناء كفرة كابن نوح والأمانة تقتضي الانتباه لهم
أحد أبناء الشيخ علي حفظه الله واسمه أحمد - هداه الله- خبل من الخبلان، زعم أنني من أنشأت الحركة الحوثية يستعدي عليّ الدولة.. خبالة ولؤم وكذب
أقول هذا الكلام لأنه قد يأتي من أبناء الشيخ من يحكي عن والده الزور.. وقد يأتي من أبنائي من يزعم أني في آخر عمري كان منهاج السنة على صدري ههه
أقول للأبناء - كل أبناء لأي شيخ أو فقيه - الزور قرنه الله بالشرك ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور) فاعقلوا لا تتعبدوا بالزور
حفظ الله الشيخ علي بن قاسم الفيفي ووفق أبناءه العقلاء إلى كتابة سيرته كما هي وإخراج تراثه المخطوط وهو حي ليراه بنفسه ووفقهم لنهجه الإنساني