الشيطان وتشويه صورة النبي صلوات الله عليه...
نقدم لحضراتكم مجموعه مما نشره فضيلة شيخنا المفكر ابو مالك حفظه الله وفكّ أسره.
هذه المجموعه عدا عن مضمونها الفكري والعلمي إلا انها تعكس ايضا ألم فضيلته عمّا لحق بالإسلام وسيرة الرسول - عليه واله الصلاه والسلام - من تشويه وإفتراء..
الموضوع به روابط لمواضيع سابقه مثريه تساعد على فهم أشمل لموضوعنا هذا.
دمتم بخير.
هذا هو المالكي.
تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي".
التغريدات من شهر نوفمبر 2013.
تشرّف بجمعها ونشرها في الموقع "محمد كيال العكاوي".
الشيطان ضد كل نور القرآن.. نور النبوة.. نور العقل.. نور التفكر..
فكيف يعمل لإطفاء هذه الأنوار؟
القرآن: يطفئه بالأحاديث والروايات (وخاصة لألفاظ والمعاني الكبرى).
النبي: بتشويه صورته بالوضع عليه أيضاً.. وأن الصحابة ممثلون به!
العقل: بالذم.. حتى يصبح الذم بالعقل كالذم بالكفر.. التفكر في الكون والأنفس مهمل ... ولا فائدة فيه .. مجرد مخلوقات عادية.. حجر وشجر وهواء وماء..
الشيطان يخشى من كل نور أن يقود إلى الأنوار الأخرى، فلابد من إطفائها كلها.. فإذا ترك القرآن - مثلاً - بلا تشويه فسيدل على السنة الصحيحة ..
والسنة الصحيحة قد تدل على القرآن والعقل أيضاً، فلابد من غربة الأحاديث الصحيحة بأحاديث ضعيفة وموضوعة ومضادة للقرآن والعقل ..
والعقل قد يدل على صحة برهان القرآن وصحة النبوة، فلابد من تزيين الحماقة والغباء والصلافة وضيق الصدر بهذا العقل ..
والمادة ( الكون ) قد تدل (المادة والتفكر فيها) على الخالق وعلى إعادة قراءة القرآن بفهم جديد غير محرف، فلابد من تهوينها وإهمالها .. وأنها علوم دنيا..
إذاً.. فالشيطان حريص جداً على إطفاء كل نور، لأن النور الواحد قد يقود لبقية الأنوار، لأن أنوار الله يدل بعضها على بعض، وأضدادها تجر بعضها أيضاً.
وقد تحدثنا كثيراً عن عمله في القرآن، من اختراع ألفاظ وإفساد معاني ألفاظ أخرى، وتفسيره للقرآن تفسيراً شبه كامل، فهو يسري في أيدي الناس.
{ راجع سلسلة "الشيطان ... ألفاظه ومعانيه في التراث الإسلامي- معنى الإسلام. " هنا. }
فسره بأقوال منافقين أو مغفلين، ويجبر الأمة على اعتبارهم صحابة أو تابعين! ويترك من هوأفضل صحابة كانوا أوتابعين.. ويحث الأمة على هجرهم.
فيموت مثل أبي ذر في صحراء مهجوراً - على سابقته وعلمه- ويتولى أمثال معاوية والمغيرة وسمرة بن جندب وعمرو بن العاص الولايات.. وتتشكل الثقافة!
ويموت بسيف الحجاج، وسجن الحجاج فضلاء التابعين، ويبقى المغتر بالمنافقين.. هم الممثلون للإسلام! ومن هذا كله يتم تدشين التفسير والسيرة والحديث.
{ لمطالعة:
الفيلم المسيء .. مسؤوليتهم ومسؤوليتنا!. هنا
الرد على أحاديث الأقباط. هنا. }
الأفلام والكتب والرسومات التي تم إنتاجها لتشويه صورة النبي سبق أن كتب الشيطان مادتها من القرن الأول الهجري، واحتفظ بها ليوم الحاجة إليها!
مشكلة المسلمين أنهم - من قديم - قد قبلوا بتلك الثقافة الشيطانية التي تظهر النبي صلوات الله عليه مظهر الرجل الذي يشك من قرأ سيرته في نبوته.
هذه الثقافة الشيطانية تجعله مخالفاً للقرآن، ناقضاً للعهود، متبذلاً غير غيور، صاحب عنف ومجازر، ليس رحمة للعالمين، محباً للمنافقين..الخ.
وأنه أيضاً هو الذي أنتج ذلك الجيل الأول كله، حتى أولئك القساة العتاة الظلمة.. هم من تربيته، وهو المسؤول عنهم، وهذه ثقافته، وهذا دينه!
وأنه لا يقدر العقل ولا التفكر، وليس له في هذا حديث واحد!
وإنما تفكيره في الحرب والتوسع والقتال ثم القتال ثم القتال.. والفخر والكبر على الأمم.
هذه الصورة يصعب تصحيحها - بعد كل هذه القرون - فالنفاق أنتج سلطات، والسلطات أنتجت علماء وفقهاء ومغفلين وعبدة سمعة وكبرياء.. فيصعب التصحيح.
والآن العالم يتفرج... المسلمون في تخلفهم وتنازعهم وسفكهم للدماء وكذبهم هم نتيجة دين نبيهم محمد! واليابانيون في علمهم وحقوقهم نتيجة بوذا!
وكذلك النصارى نتيجة عيسى عليه السلام، واليهود نتيجة موسى عليه السلام..
فأنبياء الديانات السماوية شوههم الشيطان بأتباعهم...
ليقول الشيطان في النهاية:
الأديان السماوية لا تنتج إلا القتال والبغضاء والتخلف والجهل والظلم والفقر.. اتجهوا لإنكارها تكونون سعداء..
الأديان السماوية تم تخريبها بأيدي الذين أوكل إليهم تفسيرها والدعوة لها ..الخ
(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213)) [سورة البقره]
هم البلاء.
وهؤلاء هم النتيجة الأولى من نتائج الشيطان.. ثم هي بدورها تنتج غيرها..
فلذلك حذر الله كثيراً - في القرآن - من تبدل أصحاب الأنبياء وردتهم، فموسى - بعد أن تحمس معه أصحابه وعبروا البحر - انتهى الأمر بموسى معهم إلى القول :
(قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25)) [سورة المائده]
لكن أصجاب موسى - بعد أن ذهب موسى وهارون - هم الذين فسروا التوراة، وأكلوا بآيات الله ثمناً قليلاً، وأنشؤوا دين اليهودية! ونسبوها إلى الله!
وكذلك عيسى عليه السلام.. بعد أن آمنوا به أحس منهم الكفر وطلب النصرة:
(فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)) [سورة آل عمران]
لكن هؤلاء - الذين أحس منهم الكفر - كانوا أغلبية، فكانت لهم القوامة على النصرانية، واشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً، ونسبوا ذلك إلى الله!
والشيطان يقنع أصحاب كل نبي بأنهم ليسوا مثل أصحاب ألأنبياء السابقين.. لا لا.. هم غير! فهم صناعته الأولى التي تنتج سائر الصناعات فيما بعد!
ونبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، حصل له الشيء ذاته.. تغلب أمثال معاوية على دولته وأستولوا على دينه وحرفوه ونسبوه إلى الله! فالشيطان ليس غبياً ليتأخر إلى عصور لاحقة، بل يتخذ لنفسه أولياء (من بدري (أي من وقت مبكّر)) ويلزقهم بالدين، ويجعلهم أولياء الدين وأهله.. والدعاة إليه!
هنا أبلغ الشيطان!
هنا.. عندما تريد أن تصحح يقولون لك:
وهل هذه الأمة كلها ما كانت تعرف الذي تعرفه؟
هكذا ..
مع أنهم لو بحثوا لوجدوا مستضعفين كانوا ينطقون بالحق، لكن الشيطان أقنعهم أنه ليس لهم مخالف!
أن الأمة كلها - قديمها وحديثها – كذا.. فكيف أنت تأتي بدين جديد؟
هذا لا يمكن!! وتنطلي الخدعة الشيطانية...
ولو أتعبوا أنفسهم وبحثوا لوجدوا القرآن ينطلق، والصحابة الصالحون ينطقون، وقليل من التابعين ينطقون.. ثم بعد، سيجدون غرباء أفراداً ينطقون..