تحدثنا عن بعض وسائل تجفيف الكراهية الدينية ( أديان)؛ واليوم نتحدث عن المذهبية.
الكراهية المذهبية تشبه الكراهية الدينية؛ وكلها لم يأمر الله بها؛ إنما أمر الله بمعاداة من يعاديك على أساس جنائي، لا من يختلف معك على أساس فكري؛ بمعنى؛ أنه إذا اعتدى عليك كافر أو مسلم، سني أو شيعي، هنا يحق لك فطرياً ودينياً وعقلياً أن تعاديه، أما المسالم؛ من هذا أو هذا؛ فلا يجوز إلا البر.
وستتبع حلقات تبين كيف حرف المسلمون موضوع الجزية من فريق محارب إلى تعميم على كل أهل الكتاب؛ أعذر كل الأخوة الذين فهموا الآية خطأ، سواء من أهل الكتاب أو غيرهم؛ لأن تاريخنا للأسف سار هكذا - وفق فهم الأخ رشيد - والسبب مذكور في المقالات.
ذكرنا في الجزء الأول، أننا لا نستطيع تخفيف الكراهية إلا إذا علمنا أسبابها؛ ثم مناقشة شرعية تلك الأسباب. وقلنا بأن أسباب الكراهية إما دينية؛ ومنها المذهبية؛ وإما سياسية؛ ومنها الحزبية.. وإما دنيوية (مصالح ومنافسات)؛ ثم أسباب أخرى، اجتماعية، رياضية.. ثم وعدناكم بمناقشة أسباب الكراهية الدينية (ومنها المذهبية)؛ ثم دراسة هذه الأسباب، من حيث تسويغها للكراهية من عدمها؛ ثم السياسية.. ثم الأخرى.
لنتذكر من القرآن سورة الماعون – اقرءوها - ومن الحديث (ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع)؛ صحيح من حديث ابن عباس وعائشة.
اليمن شماله وجنوبه جائع؛ بغض النظر عن الاتهامات المتبادلة؛ يهمنا الجائع؛ لا يهمنا مذهبه ولا تياره؛ اليتيم والمسكين في القرآن مطلق؛ لا مخصص؛ سورة الماعون هي لأهل اليمن كلهم؛ تتناول كل غني وجائع وساكت؛ وتتناول كل الساهين والمرائين؛ سورة لهم ولنا جميعاً؛ لمن أراد ينقذ نفسه من السخط.. المؤمن صاحب مروءة وشيم؛ حتى لو جاع جاره المعادي له يرفده بما يسد جوع عائلته؛ أما المنافق؛ فحقود حسود يابس؛ وقد نهى الله نبيه عن طاعة المنافقين.