• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : منهج ثالث في مراجعة التراث! -الجزء الثالث- .

منهج ثالث في مراجعة التراث! -الجزء الثالث-


                  منهج ثالث في مراجعة التراث!

                            -الجزء الثالث-

لمطالعة "منهج ثالث في مراجعة التراث! -الجزء الأوّل-"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "منهج ثالث في مراجعة التراث! -الجزء الثاني-"على هذا اللرابط «««

مشكلتك ليست دائماً في (الذين لا يعلمون)؛ وإنما أيضاً في (الذين يعلمون)؛ وخاصة المتقدمين؛ فمنبع النهر أخطر..
انظر مثلاً للآية السابقة:
1- {..ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
2- {وَإِنَّ فَرِيقًا منهم لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
الآيتان السابقتان في سورة البقرة (75/ 146)

3- أيضاً انظر {... وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 75]
4-{وَيَقُولُونَ هو مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيقُولونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [آل عمران 78]
وقد يقول البعض هذه في (أمم سابقة)؛ يقال: هذه النفس الإنسانية، وفي الأمة  أمثال هؤلاء كثير، بدليل القرآن والسنة والواقع؛ وسنذكر الأدلة؛ فمثلاً: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [المجادلة: 14]
هؤلاء من داخل الصف (صف الأمة المسلمة أيام النبوة نفسها)؛ فلا تزكوا أنفسكم. وتزكية النفس هي من آثار تلك العوامل (السياسية والمجتمعية والنفسية والرأي العام ...الخ)؛ تزكية النفس هي من تلك الآثار؛ فتخلص منها؛ فهي عائق؛ تزكية النفس يدخل فيها تزكية من تحب؛ فلم يقل لا تزكِ نفسك، إنما قال (فلا تزكوا أنفسكم)؛ واضح أنها تزكية عامة لنا ولمن يشبهنا؛ وكله ضار؛ القرآن يفصل؛ ويذكر فئات المجرمين أكثر من ذكره فئات المسلمين الخلص؛ وأنت تعمم أنهم كلهم كذا ! هذا من آثار تلك العوامل؛ راجع وفصل تفصيل القرآن؛ منهج تزكية النفس هو مذموم في القرآن ممدوح في التراث..
اسمع: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49) انْظُرْ كيْفَ يَفْتَرُونَ على اللَّهِ الْكذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50)} [النساء]
تزكية النفس عائق من عوائق معرفة الحقيقة؛ عائق أمام أي نقد صادق يعيد هذه النفس إلى رؤية الواقع كما كان؛ أو أقرب إلى الحقيقة؛ الأوهام ضارة..
اسمع، هل هذه الآيات في أمم سابقة؟ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُم ْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60)} [النساء]
هؤلاء مسلمون أم من الأمم السابقة؟ وكثير جداً هذا التفصيل القرآني لغرض مذكور(ولتستبين سبيل المجرمين)؛ هؤلاء هم من أهم العوامل المؤثرة التي تحدثنا عنها؛ والتي هي أهم ركائز (المنهج الثالث) الذي يهدف لمعرفة هذا الواقع القديم، ليجتنب خبيثه؛ المنهج الثالث يقوم على الدراسة أولاً؛ قرآنية؛ ثم حديثية -وستجد الكثير الطيب المتفق مع القرآن- ثم أحداث تاريخية صلبة -وستجد تلك العوامل- ثم دراسة الرواة والفقهاء وأهل العقائد والنحل؛ ومن منهم وقع ضحية واشتهر؛ ومن منهم تجنبها فجهله الناس أو ذموه تحت تأثير تلك العوامل؛ وهذا سيؤدي لفرز التراث وانتقاء التراث الذي يشبه القرآن؛ سواء كان عقائد (إيمانيات) أو أحكاماً فقهية أو سلوك عملي.
لا سبيل لإقناع دون بحث؛أعني؛ لا تستطيع أن تقول: فلان كذاب وأحاديثه باطلة هكذا دون بحث وإقناع؛ فربما كان هو بريئاً ويكون تلميذه أو من بده من قوّله أو زاد أو نقص؛ وهذا التقويل أو الزيادة أو النقصان أو البتر أو الوهم أو الإشهار في الرواية هو ما يشكل مع الزمن ثقافة بديلة بل ضرة للثقافة الصحيحة؛ ليس هدف البحث في -المنهج الثالث-  تكذيب التراث ولا تصديقه؛ الهدف دراسته لنعرف أين الصدق؟ وكيف تم إهماله أو تحريفه أو وضع ما يضاده الخ؛ الضرر سيأتيك من كل مكان؛ من القادة الذين يعلمون (المغضوب عليهم) كعامل مؤثر وقوي؛ ومن (الضالين) الذين لا يعلمون، فكثروا جمعهم وضلوا بهم؛ فلا تقل أن (أهل العلم) يرون كذا ورووا كذا؛ فما الذي أدراك أن (كل أهل العلم) كما تظن أنت من الصدق والنزاهة؟
سبقت صفات بعض (الذين يعلمون).
لا تقل : "أنا لا أتصور كذب أهل العلم"؛ حتى أنا معك؛ لم أكن أتصور حتى رأيت زمننا هذا وما فيه من كذبهم عيني عينك! رأيت ما كنت أقرأه في القرآن. ليس كل أهل العلم؛ هذا صحيح؛ لكن؛ لا تتصور أن (العالم)؛ مادام أنه عالم؛ سيعصمه علمه من الكذب المتعمد؛ كلا؛ قد يكذب وهو يعلم أنه يكذب على الله. أنت لا تتصور ذلك لأنك طيب؛ نحن بسطاء، لا نستطيع ارتكاب الوضوح الفج  والتعمد عن سبق إصرار؛ لكن ثق بأن ما وصفه الله من وجود هذه النوعيات حق؛ بعد ذلك،  قد تأتي الأسئلة، هل هم كثير أم قليل؟ مؤثرين كثيراً أم قليلاً؟ ومن هم؟ وكيف نعرف؟.. هذا كله محل بحث لاحقا؛ أنت كن مع المقدمات أولاً؛ لتكن المقدمات أمام عينيك - أثناء البحث - قد تحتاجها في أية لحظة؛ وثقافة القرآن عن هذا الإنسان حق مطلق؛ ونراها اليوم كالشمس ليس دونها سحاب.

لمطالعة "منهج ثالث في مراجعة التراث! -الجزء الرابع-"على هذا اللرابط «««

مواضيع أخرى:
لمطالعة "متفرقات في العقيدة والقرآن والقراءات!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا الاهتمام بالتاريخ؟! -الجزء الأوّل -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا الاهتمام بالتاريخ؟! -الجزء الثاني-" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا الاهتمام بالتاريخ؟! -الجزء الثالث-" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا الاهتمام بالتاريخ؟! -الجزء الرابع-" على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1628
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29