سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الأوّل)" {ألمقدِّمة}
سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الأوّل)"
{ألمقدِّمة}
أن العجلة في تصنيف قادة الضلال وقادة الهداية؛ قبل البحث والتمحيص؛ هو سلوك أتباع الضلال، لأنه يتبع دون بحث؛ لا في القرآن ولا في الواقع.
ليس في القرآن حوار بين المهتدين من القادة والأتباع يوم القيامة، وإنما بين الهالكين؛ قادة وأتباعاً؛
فمن أي الفئتين أنت ومن تتبعه؟
هل ذكر القرآن الكريم خصالاً في القادة والأتباع الهالكين، تستطيع بها أن تنجو من أن تكون من هؤلاء أو هؤلاء؟ خلو القرآن من الحوار بين المهتدين؛ قادة وأتباعاً؛ يدل أولاً على أن تقليد المقلدين لم يكن بلا بصيرة، وإنما اتبعوا بعد نظر وبحث وتفعيل للنعم.
ويعبر القرآن عن القادة المضلين المتبوعين بعدة ألفاظ؛ منها: السادة / الكبراء/ الذين اتُّبِعوا/ الشفعاء/ الشركاء/ ..الخ، وموضوع القادة والأتباع من الموضوعات الحية قرآنياً، الميتة ثقافياً عن المسلمين، إلا من باب التهاجي، أعني؛ يحتاجونها في هجاء بعضهم بعضاً فقط! ومن أراد النجاة وألا يكون من قادة الضلال ولا من أتباع قادة الضلال، فمنهجه يختلف عن المهاجاة، إنه يبحث في كتاب الله ليعرف صفات هؤلاء وهؤلاء؛ والقرآن كتاب مبين، ومن المستحيل أن يتركك هكذا، لا تعلم؛ هل أنت من التابعين الضالين أو المتبوعين المغضوب عليهم، كلا/ إذا صدقت نيتك لن تضل.
لن تضل لأن المحكمات القرآنية واضحة؛ سواء في المأمورات /صدق/ إيمان/ سلم/ تعاون على البر والتقوى ..الخ؛ أو المحرمات/ قتل/ كذب / كبر/ ظلم الخ؛ فتستطيع أن تعرف من هم قادة الهداية المتلزمين بهذه الواجبات، المجتنبين لهذه المنهيات، وتستطيع أن تعملها بدونهم أيضاً، فلا خوف عن صادق النية؛ فلا تظن أن الهداية صعبة ومستحيلة مع وضوح المحكمات؛ كما لا تظن أن الهداية سهلة مع فساد النية والكبر والعصبية؛ فهدايتك تبدأ من قلبك؛ ففتشه.
وموضوع القادة والأتباع من الموضوعات التي يجب إحياؤها؛ ثم التفريق بين القادة الهداة المهتدين والقادة الضالين المضلين، والتفريق بالبرهان.
أعني؛ أن العجلة في تصنيف قادة الضلال وقادة الهداية؛ قبل البحث والتمحيص؛ هو سلوك أتباع الضلال، لأنه يتبع دون بحث؛ لا في القرآن ولا في الواقع.
تعالوا نخرج إلى تطبيقات قرآنية لحوار القادة والأتباع يوم القيامة - مع أن الإيمان باليوم الآخر ضعيف جداً في القلوب، لا يكاد يشعر به الشخص - والآيات القادة والأتباع تبدأ من الفاتحة (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ؛ فالمغضوب عليهم هم القادة؛ والضالون هم الـأتباع، لكن تحتاج لبيان؛ وما احتاج إلى بيان هو من المشتبهات نسبياً - أي مشتبة عند قوم مبين عند آخرين - فالأولى أن نذكر نماذج من الآيات المحكمة في القادة والأتباع.
لمطالعة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الثاني) { مفتاح الأنداد }" على هذا اللرابط «««