استراتيجية الغلاة مع وزراء التعليم!
الغلو يبغض المعرفة/ العقل/ الحوار ... وكل قيمة يمكن أن تؤدي لترك عبادة المذاهب والأحبار والرهبان.
لذلك فالغلاة لهم خطة - ليسوا هم من وضعها - تعتمد الحملة على أي وزير تعليم حتى يسلم لهم كل شيء ويمكنهم من مفاصل التعليم ويبقى عندهم ملعوناً الغلاة يبدؤون بالحملة على أي وزير يرون أنه (يحب الوطن كله/ يحب المعرفة) ويشتكونه على من هو أكبر منه حتى يخضع لهم ويتراجع عن كل خطوة إصلاح.
وأستراتيجتهم هذه فعالة جداً، فقد تمكنوا من تركيع معظم وزراء التربية والتعليم، وبقيت المناهج بتخلفها وتخريجها للغلاة ثم توزيعهم على العالم. لذلك لم أعد كثير التفاؤل من تغيير وزراء التربية والتعليم يأتي أحدهم أسداً ويخرج قطاً يأتي وطنياً ويخرج مناطقياً يأتي مسلماً ويخرج متمذهباً الغلو أقوى مما يتصور البعض.. يسلطون السفهاء للسب والشتم والتكفير ثم يأتي المتطرف الهاديء ويراه الوزير جنة من جنات الأرض! هذه استراتيجيتهم لذلك أحذر من التفاؤل بمجيء الوزير الأمير خالد الفيصل لوزارة التربية والتعليم حتى لا تكون خيبة الأمل كبيرة كما حدثت مع الوزير الرشيد قد كتبنا عن التعليم حتى مللنا وقد عرفني الزمان والتجربة أنه بقدر كثرة الأمل والتفاؤل تكون الخيبة والفشل لذلك سأبقى متشائماً.
البنية الفكرية المحلية برمتها تحتاج إلى شغل جبار والتعليم إنما ينطق عن (البنية الفكرية) والبنية الفكرية نعرف رموزها قديماً وحديثاً. معظم وزراء التعليم من عام 1414هـ .. كلام كثير وفعل قليل اعتدال في المجالس الخاصة وخدمة للتطرف في النتيجة وهم معذورون في كل هذا. أصبحت لا أعتب على أي وزير تعليم فالتعليم ليس بأيديهم أصلاً التعليم بأيدي الغلو وتحت أرجله الأربع. فلا تتفاءلوا كثيراً هذه مجرد إلهاءات. الاعتدال كالفيلسوف الأعرج يمشي على رجل واحدة والغلو كالجنازة تهرول على أربع! مهما حاول الفيلسوف القفز على رجله لن يدرك الجنازة السريعة.
أتمنى ألف مرة أن أكون مخطئاً في هذا التشاؤم أو على الأقل لم يعد تغيير وزير التربية يعني لي شيئاً الوزير أي وزير يحرص على استرضاء الغلو مدراء الجامعات وزراء التربية والتعليم ماذا فعلوا؟ هل قلّ الغلو أم ازداد؟ التعليم ليس وحده في هذا البلد، هناك مراكز أخرى تحمي الغلو بقوة.
لو تخيلنا أن وزارة التعليم استطاعت تغيير المناهج بحيث تصرفنا إلى عبادة الله وحده فهل ستتركها وزارة الإعلام التي تحمي التطرف وقنواته ؟قناة واحدة سفيهة كوصال كفيلة بالإطاحة بكل الإيجابيات بخطبة رنانة وتحريض على نصف أهل البلد، وزرع الكراهية بين أبناء الوطن الواحد في ليلة. نعم الخطوة إيجابية في الجملة، وكلامي ليس على الوزير الجديد، فله رؤية ومشاركة واهتمام بالاعتدال، ولكن لابد على الأقل من تنسيق بين الوزارات حتى تكون خطوة تعيين الأمير خالد الفيصل مثمرة، لابد من التنسيق مع ثلاث وزارات أخرى: وزراة الإعلام وزارة الشؤون الإسلامية ثم التعليم العالي وزارة الشؤون الإسلامية تنتج التطرف عبر المسجد ووزارة الإعلام تحميه عبر إتاحة قنوات الاغتيال والتحريض على القتل ووزارة التعليم العالي تؤصل فإذا لم يكن هناك تنسيق بين هذه الأربع وزارات فلن يكون لتعيين خالد الفيصل ثمرة تستحق هذا الوطن. ستكون الوزارات الثلاث له بالمرصاد وسترون. هذا إذا َسلِم ممن حوله وإذا كان شجاعاً لا يخشى الغلاة ولا يهمه إلا المعرفة وإذا كان لا يلتفت لذم ولا شتم ولا تكفير .. فكيف وهو بشر؟
المقصود إذا سلم من هذا الضعيف البشري الذي يعتري كل بشر وإذا وجد أن الوزارة غاية في الاعتدال فإن وزارة الإعلام وحدها كفيلة بإيقاف مشروعه وزارة الإعلام تستطيع أن تنشر التطرف داخل كل بيت وإفساد ما يصلحه خالد الفيصل في سنوات - لو تمكن- وزارة الإعلام راعية الإرهاب المخلصة. وزارة الإعلام هي البلاء فهي تتيح لهذا الغلو والتطرف والتحريض والكراهية بالبث على مدار الأربع وعشرين ساعة وبلا توقف.
ماذا يستطيع الأمير خالد الفيصل أن يفعل؟ وعلى يمنيه المنابر المتطرفة و على يساره القنوات المحمية خالد الفيصل في كماشة آل الشيخ وخوجه! فإذا لم يكن هناك توجيه صريح بوجوب التنسيق بين الوزارات الثلاث على الأقل مع تشكيل لجنة تحيكيمة من الأزهر في حالة الخلاف فلا نجاح للفيصل. الفيصل في مكان لا يحسد عليه، الله يكون في عونك يا خالد هذا التوزير عقوبة دنيوية يكفر الله بها عنك فقد وقعت بين صالح آل الشيخ وخوجه! هذا استعد من يوم الجمعة القادم لمئة خطبة تكفرك - لا يقول آل الشيخ ما له دخل!- استعد لوصال وصفاء وقنوات السفاهة لهدم ما تريد بناءه أعانك الله! هاتان الوزارتان - الشؤون الإسلامية ووزارة الإعلام - يستطيعان إفساد عمل أي (وزير تعليم) ولو كان أرسطو أو أفلاطون المهم تفكيك المجتمع.
المدينة الفاضلة عند آل الشيخ وخوجة هو منظر مستشفى صنعاء هو منظر مسجد البوطي هو منظر سحل شحاتة بمصر هذه مدينتهم الفاضلة فما هي مدينتك؟الغلو والتطرف يأتي من إلجام هاتين الوزارتين أولاً ثم يأتي بعدهما وزير التعليم وهو يرى الطريق أما أن يُرمى في هذه (الكماشة) فعقوبة عاجلة خادم الحرمين الشريفين عربي أصيل لا يرضى أبداً أن يرى هذه المشاهد لا يرضى باللؤم والدناءة التي تخرج من بعض أبناء هذا الوطن.
لكن ماذا حصل؟ لقد حصل ذلك (المنهج الخفي) الذي تحذر منه يا خالد - واسمح لي أن أناديك هكذا - هذا المنهج الخفي حوله آل الشيخ وخوجة لمنهج (علني صارخ)! هم يخفون أنفسهم فقط ولكن كما قال المسيح عيسى عليه السلام من آثارهم تعرفونهم) وقد رأينا آثارهم، ونصحنا حتى تعبنا، لكن لا رأي لمن لا يطاع