س: أخي؛ أنا الآن متورط في أحاديث أبي موسى، هل تقصد أنه افتراها أم تقصد أنها وضعت عليه، وهو منها بريء؟
ج: أبو موسى الأشعري فيه خلاف كبير، فالسابقون من الصحابة، وخاصة من كان له علم بأصحاب العقبة؛ كحذيفة؛ كان يذمه؛ بل اتهمه صراحة بأنه منهم، وصحح هذا الذهبي وغيره؛ ولكن قال (لا أدري ما هو)؛ يعني صح الإسناد، لكن الثقافة الضاغطة جعلت الذهبي يتحير في الأمر؛ ولكن ليس المهم تقييم أبو موسى هنا (ولي أبحاث خاصة في أحاديثه وأسرته ومواقفه وليست للنشر؛ إنما يهمنا تقييم أحاديثه وعرضها على القرآن).
س: قبل الأحاديث، العنوان ما يعجبني؛ وكأن الأمة والدين شيئان مختلفان؟
ج: هما مختلفان قطعاً.
س: يعني كأنك تقول أن العرب - أو الأمة - ليسوا أهلاً لحمل الدين، وعلى هذا؛ كأن الله ليس حكيماً في اختيار العرب للرسالة؟
ج: وبنو إسرائيل، هل كان الله غير حكيم في تكليف بني إسرئيل إقامة التوراة والإنجيل؟ من المكر السيء تحميل الله المسؤولية؛ نحن المسؤولون لا الله.
س: يا أخي؛ الله اختار العرب لتكون فيهم النبوة الخاتمة؟
ج: واختار بني إسرائيل (على علم على العالمين)؛ أتعرف معنى الاختيار؟ الاختيار غير الاصطفاء.
س: هل يمكن أن نفصل في الشروط الثلاثة قرآنياً؟
ج: تقصد شروط آية الخيرية؟
س: نعم.
ج: باختصار شديد؛ ابحث عن خصال الإيمان المأمور به قرآنياً؛ ستجدها في كثير من السور؛ ومن أوضح ذلك؛ ما في المؤمنون والفرقان والأنفال والحجرات. وتجنب تسطيح الآيات. لابد أن تفهم ألفاظها بعمق؛ ولكن؛ لن نتوسع هنا، فهذا موضوع آخر؛ ففي الأنفال – مثلاً - يقول الله {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) ...} الآيات. هنا أسرار عجيبة في البناء للمجهول (إذا ذُكر الله) .. (وإذا تُليت) .. ولم يقل (إذا ذكروا) أو (إذا تلوا)؛ وأغلب من يسمون مؤمنين - قديماً وحديثاً - يتم تذكيرهم بالآيات فيصدون عنها صدوداً؛ مثلما قد يفعل كثير من المتابعين هنا! استكباراً ومكر السيء.
س: لفت نظري نقلكم للآية عن بني إسرائيل (وأني فضلتكم على العالمين)؛ لماذا لم يفتخروا كما نفخر؟
ج: قد افتخروا بأكثر من هذا؛ فقالوا (نحن أبناء الله وأحباؤه): (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ)؛ وأمتنا الإسلامية المتكبرة المتفاخرة سارت على نهج القوم؛ فتعنصروا بالإسلام وتفاخروا به؛ وكأن الدين لهم لا لله؛ والدين كله لله، ليس لنا منه شيء.
سأحاول كتابة #_أخي_الصحوي لإلقاء الضوء على أصل المشكلة، بلا ظلم للصحوة ولا إهمال لأخطائها، أغلبنا كنا صحويين بالإكراه؛ وفعلت هذا من قديم..
أذكر أنني كنت أحاول أن أفهم الشيعة والصوفية والأشاعرة، بل وكتبت مقالاً كان سبباً في سجني عام 1417 عن جماعة تفجير العليا؛ عرفت ظلم الأغلبيات وأخشى أن أظلم؛ لذلك أحاول أن أخرج نفسي من كل أغلبية؛ حتى مناظرة وصال؛ كانت من هذا الباب - مع كثرة من حذروني - لكني أريد أن أفهم.
قلنا في الحلقة الأولى، اخترنا علياً في هذا الموضوع لأنه تلميذ النبي وتربيته فله خصوصية؛ وقد ذكرنا في الحلقة الأولى خطبة له عن المنافقين وثقافة النفاق وخطرها وعمقها وانتشارها وتأثيرها، وكل هذا في عهده؛ فكيف بنا اليوم؟
وهذا الجزء الثاني ويختلف بأنه اقوال متفرقة للإمام علي؛ وهي أقوال عميقة جداً؛ لاسيما وأنه يعرف المنافقين بخصوص أيضاً لأنه الصحابي الوحيد الذي قال فيه النبي (لا يبغضك إلا منافق) - صحيح مسلم - فلا بد أن يكون عنده مزيد من علم بالنفاق والمنافقين وخصائصهم؛ فهم أعداؤه المخالطين والمحاربين.