لماذا الاهتمام بالتاريخ؟ - الجزء الرابع -
لماذا الاهتمام بالتاريخ؟!
-الجزء الرابع-
-التاريخ وصناعة العقائد-
لمطالعة "متفرقات في العقيدة والقرآن والقراءات!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا الاهتمام بالتاريخ؟! -الجزء الأوّل -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا الاهتمام بالتاريخ؟! -الجزء الثاني-" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا الاهتمام بالتاريخ؟! -الجزء الثالث-" على هذا اللرابط «««
س: هل يعقل أن التاريخ يصنع عقائد؟
ج: بل هذا تقريباً هو الأصل؛ عقائدنا تاريخية
س: هذه مبالغة، فأين التاريخ من عقائدنا الكبرى، كالإيمان بالله واليوم الآخر والنبوات ..الخ، كلها مبنية على نصوص قرآنية ونبوية.
ج: قد يبدو هذا.
س: كيف قد يبدو هذا؟ يعني ماذا؟
ج: صناعة التاريخ للعقائد على قسمين؛ يجعل كبارها ساذجاً وهشاً ومهملاً؛ ويجعل صغارها مخدوماً ومفعلاً ومحل عداوة.
س: اضرب أمثلة لكبار العقائد وصغارها.
ج: كبار العقائد؛ كالإيمان بالله - مع تحفظي على كلمة عقيدة - وصغارها كقضايا الصحابة وخلق القرآن والقدر ..الخ.
س: بعضها قد أوافقك، لكن أن تجعل (الإيمان بالله) من التاريخ؛ فهذا شيء خطير!
ج: لم أجعل الإيمان بالله من التاريخ؛ لكن مفهومنا له تاريخي لا قرآني.
س: عجيب! كيف؟
ج: مفهومنا للإيمان صاغه التاريخ لا القرآن؛ ومفهومنا لله أيضاً صياغة تاريخية لا قرآنية؛ الله والإيمان به في القرآن مختلف عما نعرف.
س: كلام خطير.
ج: لا خطير ولا شيء؛ قارن الإيمان في القرآن بما كتبه أهل الروايات عن الإيمان؛ وقارن معرفة الله في القرآن عن معرفته في كتب التراث الخ.
س: لا أعرف اختلافات جوهرية بين ما ذكره الله عن الإيمان وما في كتب التراث؛ وكذلك لا أعرف فروقات جوهرية فيما يخص معرفة الله.
ج: إذاً دعنا نجرب!
س: تفضل.
ج: لنبدأ بالإيمان بالله، لأنه أقل إثارة؛ مع أن الإيمان بالله لا يكون متحققاً إلا بمعرفة الله؛ ومعرفتنا بالله ضعيفة جداً ومشوهة للأسف. ولأن المادة (الإيمان بالله) ضخمة جداً؛ وتستوجب أكبر قدر ممكن من معرفة دلالات اللفظين (الله) و (الإيمان)؛ وعلى قدر المعرفة يكون حسن العمل.
س: كأنك تريد تهويل الموضوع؟
ج؛ الإيمان بالله - كما يريد الله - ليس سهلاً؛ يحتاج إلى علم واستشعار يؤدي لعمل؛ لكن الإيمان كما يريد التاريخ؛ ما نراه.
س: وما دخل التاريخ هنا في صياغة (الإيمان بالله)؟
ج: التاريخ صناعة السلطة؛ وهو بدوره له أثره المباشر والأوسع في صناعة العقائد والأحكام.
س: كلامك عام ، مجرد دعاوى، اقنعني بمثال واحد من العقائد تكون نتيجة تاريخية.
ج: أنت اعطني مثالاً واحداً من العقائد تكون نتيجته (قرآنية) صافية.
س: !!
ج: كل الإيمانيات التي نعرفها لا تخلو من (آثار صياغة؛ وربما وضع تاريخي)؛ والأثر يكبر ويصغر بحسب الوعي التاريخي.
س: كلها؟
ج: كلها.
س: ؟
ج: لا تستغرب.. تصورنا عن الله صنع معظمه التاريخ (بسلطاته المختلفة)؛ تصورنا عن الرسول وسيرته؛ عن اليوم الآخر؛ عن الحساب؛ عن الجنة والنار.. الخ؛ ولذلك؛ فلو سألتك عن (الله) الذي تؤمن به؛ عن ذاته؛ وصفته؛ وقوانينه؛ وأسمائه ودلالاتها؛ وعن غاياته من خلقه؛ هل تتوقع أن نجد قرآناً أم تاريخاً؟
التاريخ صنع مرويات مدخولة؛ وثبّت تصورات ساذجة عن الله؛ فأنتج هذا (معرفة لفظية جافة) كانت نتيجتها الإفساد في الأرض مع تجديد العداوة والبغضاء.
س: ؟؟
ج: نعم؛ للأسف؛ التشوه الذي زرعه التاريخ وسلطاته (عن الله) كانت نتيجته على الضد مما أراد الله من معرفة الله والعلم به واستشعاره والخوف منه؛ كان الهدف الإلهي من (معرفة الله) هو خلاف ما تراه من المسلمين تماماً؛ ولم يكن ليحدث (السلوك المضاد لما أراده الله) إلا نتيجة صناعة غيره.
س: أنت قربت الموضوع، ولكن لم تذكر أمثلة؛ بمعنى؛ أنك تعطي المقدمة الأولى والنتيجة الأخيرة دون ذكر (الأمثلة) التي بها أطمئن أننا فهمنا الله خطأ؛ وأن هذا الخطأ هو نتيجة تاريخية (سياسية - مذهبية)؛ كل هذا يحتاج لأمثلة وإثباتات، لنصحح المعرفة ونحسن السلوك.
ج: ذكر الأمثلة صعبة، لكن عليك بالمنطق العام غير المتلكلف؛ أي؛ إذا كانت النتيجة سيئة؛ فلا بد أن تكون المقدمات سيئة؛ لا يمكن أن يكون فساد المسلمين من دينهم؛ صح وإلا لا؟
س: بما أنني مسلم، أوافقك.
ج: وهناك غير مسلمين يرون أن فسادنا من الدين نفسه؛ فلماذا لا نرد عليهم؟
س: لماذا؟
ج: لأن التاريخ.. سأغير السؤال؛ من يمنعنا؟
س: كيف التاريخ؟
ج: عندما أقول (التاريخ) أرجو منك أن تطرد المعنى الذهني الذي رأسك بأني أقصد تاريخ الطبري وابن كثير... هذا نتائج متأخرة جداً! بمعنى؛ أن التاريخ هو مجموعة سلطات كتبت الحق والباطل؛ العلم والجهل؛ الصواب والخطأ.. كتبت لنا كل هذا من مفهومها هي؛ فالتاريخ أكبر مما تتخيل.
س: ما زلت أكرر .. أضرب أمثلة.
ج: من كتب كتب العقائد؟
س: علماء.
ج: من جعلهم علماء؟
س: السلطات أو العامة.
ج: ومن صنع السلطات والعامة؟
س: سلطات أقدم.
ج: أنت تقل أنه كتب هذه العقائد علماء وفقهاء؛ وأنهم نتيجة صناعة سابقة؛ فكيف نعرف تقييم هذه السلطات (سياسة أو مذهبية أو اجتماعية ..الخ)؟
أقرب لك الموضوع؛ من الذي يجعل الإيمان = مجرد اعترافات لفظية؟ من الذي جعل من قال كذا أفضل ممن عمل كذا ؟ من نطق الشهادتين أفضل ممن أحسن عملاً؟؟
س: كلامك غير صحيح على إطلاقه.
ج: طيب، خذ مثالاً؛ طبيب مسيحي يقضي إجازته في افريقيا تبرعاً
ودرباوي يفحط في الثمامة وينطق الشهادتين؛ من أفضل عندنا؟
س: ؟؟!!
ج: السؤال: من صنع لنا هذا الاعتقاد؟ أهو الله بعدله وحكمته ؟ أم التاريخ ( بسلطاته)؟ أرجوك خلينا ساكتين بس!
إلى حلقة أخرى.
لمطالعة "لماذا الاهتمام بالتاريخ؟ - الجزء الخامس -"على هذا اللرابط «««
مواضيع أخرى:
لمطالعة "ما كتبه الرومان عن تاريخ العرب والمسلمين... هل هم أصدق أم نحن؟!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا تستغربون اكل لحوم البشر !!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "خلاصات أموية"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حقائق التاريخ | الارهاب في تاريخ الامة الاسلامية-ق1؟؟"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "محاولة إعادة عقول الناس إلى جماجمهم وقلوبهم إلى صدورهم" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ذكاء الشيطان في استغلال (موضوع الصحابة) لحرب العقل والإيمان والمعرفة." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "إختارهم الله لكنهم عبدوا العجل!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أسئلة بلا إجابات في موضوع الصحابة!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أسرار لا يفهمها الدعاة (4) غياب فلسفة الحق والحقيقة" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حوار شائق للباحثين عن الحقيقة التاريخية" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لن يصلح هذه الأُمة ما أفسد أولها !"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الزيف كان كبيراً في المسلسل الأخير( الحسن والحسين )"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "متفرقات في العقيدة والقرآن والقراءات!"على هذا اللرابط «««